التقدُّم في الحراك الرئاسي بطيء.. هل سحبت فرنسا يدها؟
بين زيارة الموفد القطري الوزير محمد عبد العزيز الخلفي بيروت وتلك التي قام بها رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى فرنسا، شهد الملف الرئاسي حراكا لا يمكن وصفه بالمتقدم. قد تمهد الزيارتان وعلى تقارب أو اختلاف تشعباتهما إلى حركة واسعة النطاق في المرحلة المقبلة. ومع انتهائهما تتركز الأنظار على إمكانية أن يدخل الملف إلى الحلقة العاجلة من التشاور طالما أن الدول المعنية به تحض على الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية. ما كشف مؤخرا يدلل على أن لا طروحات رئاسية جديدة، اما المرشحون والداعمون لهم فلم يتبلغوا عن وساطة جديدة تتولاها دولة قطر لأن الوزير القطري استمع وعرض أفكارا دون أن يسوق لمبادرة، وبالطبع أجرى اسطلاعا عن مدى استعداد الأفرقاء في الداخل على قبول مبادرة تنقذ الاستحقاق الرئاسي.
واذا كانت قطر قد تحركت من بادرة حسن النية فإن ذلك يحقق فائدة للملف لناحية عدم بقائه جامدا، ومن المنتظر أن تحذو دول أخرى صديقة الخطوة نفسها في سياق الاستفسار والعمل لإنجاز التوافق.
حتى الآن، يتولى الفرنسيون الملف اللبناني من الفه إلى يائه ولم يتبدل المعطى في حين ان ما من كلمة فصل لها في الملف نظرا لإعتبارات متعددة أولها ثابتة عدم التدخل في الشؤون اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد.
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر سياسية أن ما سرب بعد لقاءات رئيس تيار المردة اوحى بأن ثمة مرحلة جديدة في الملف الرئاسي أو أن فرنجية ادرك أنه لا بد له أن يتراجع في ضوء معارضة المملكة العربية السعودية لوصوله إلى سدة الرئاسة، في حين أن فرنجية صارح الفرنسيين بواقعية عن إشكالية الملفات اللبنانية والإنقسام العامودي بين الأفرقاء ولم يبدِ نية الانسحاب ففي النهاية لم يترشح بشكل رسمي كما أن الداعمين له لم يرسلوا إشارات لذلك، لافتة إلى أنه من المبكر ان تتظهر نتائج الزيارة قبل ان تناقش بين الجانبين السعودي والفرنسي والمؤثرين في هذا الملف أيضا، فالفرنسيون الذين استفسروا عن سبب ممانعة السعوديبن لإنتخابه تفهموا ما قاله فرنجية عن القضايا الشائكة في البلد. وترى أن تجنب فرنجية الاطلالات التلفزيونية تعطي مؤشرا أنه سيقول ما يريده في الوقت المناسب وهو في عملية ترقب للإتصالات الفرنسية قبل أن يفتح قلبه، فهو لا يزال المرشح الرقم واحد لدى الثنائي الشيعي ولا نية لإظهار من هي الشخصية البديلة التي لا تطعن ظهر المقاومة والتي لا يبدو أنها جاهزة في الوقت الحاضر وأي قرار يتم التنسيق فيه مع سليمان فرنجية.
اما زيارة الموفد القطري والتي بدت غير منفصلة عن تحرك الفرنسيين فعكست وفق هذه المصادر تأكيدا قطريا على الاستعداد التام لرفد اي توجه يعزز إتمام الاستحقاق الرئاسي ملاحظا المسافات المتباعدة بين الأفرقاء وصعوبة قيام أي تفاهم حالي إذ لا بد من إزالة» جبل الثلج «، معربة عن اعتقادها أن أي تحرك جديد لن يتم سريعا إلا إذا توافرت معطيات جديدة ولاسيما من قبل الفرنسيين والسعوديين والأميركيين.
وتقول ان قطر لم تدعم شخصية لبنانية ولكنها تتحدث عن اسماء توافقية يدعمها جميع الأفرقاء لا بد من إقناع القوى السياسية بها لإنقاذ البلد من الانهيارات المتتالية.
اما خلوة بكركي الروحية فنجحت من حيث الشكل في جمع النواب المسيحيين على الصلاة والإستلهام منها في السياسة، اما خطوة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي المقبلة فقد تكون التحضير للقاء السياسي أو إنعاش مبادرته إذا كان المجال متاح. وهنا تعتبر المصادر أن كله متروك لما بعد عطلة الأعياد لاسيما في الشق المتصل بعملية التواصل بين الأفرقاء المتباعدين.
لن يمر وقت طويل حتى تتضح الصورة الرئاسية إن لجهة البحث عن مبادرات جديدة أو لجهة تجميد النقاش والتشاور بين المعنيين في الخارج أي الدخول في استراحة ربما تكون مطلوبة قبل إنضاج الحل المنشود.
المصدر: اللواء