محلياتمن الصحافة

لم تعد “أكلة الفقير”.. سعر صادم لـ “سندويش الفلافل”

كتبت ندى عبد الرزاق في “الديار”:

الدولار الذي بلغت نيرانه الارتدادية الامن الغذائي، سيدفع بمئات عشرات العائلات إما نحو “التكيف والرضوخ اللاإرادي” مع تضخم بات أمر واقع، واما بالتقشف او اللجوء الى تقليص كميات من العناصر الغذائية الضرورية في وجبات الطعام او حذف بعضها.

المراهنة على انفراجات محتملة بات مراداً عسيراً، والاهتمام بالشؤون الحياتية اليومية للمواطنين بات أولوية الأولويات. وعندما يُسأل الناس عن الأوضاع السياسية لسان حالهم “رايحين للأسوأ”، وكأن المواطن فقد امله في هذه الطبقة المتعنّتة بالسلطة، وبات ينتظر حصول الأشد من الازمات. فكل ما حوله مرتفع الثمن، حتى ربطة الخبز لم تسلم من جبروت الدولرة، وزوبعته المزعومة انها لمصلحة الناس أتت على الأخضر واليابس.

لم تفقد هويّتها… ولكن!
الفلافل الاكلة التراثية المحبّبة للكبار والصغار، تضاءل وهجها وتناولها بات مقتصراً على ميسوري الحال، ممن قدرتهم الشرائية ما زالت جيدة او متوسطة. بالإشارة الى ان المبيع تراجع جراء دولرة الأسعار بشكل لافت. وكثيرة هي المطاعم التي لم تصمد في كل من مار الياس والضاحية والحمرا، بسبب ارتفاع الكلفة التشغيلية من ايجار وكهرباء الى جانب الغاز وغيرها من أساسيات الاستمرار التي يقوم عليها عمل المطعم، والبعض استبدله “بالكشك” الصغير ليوفر كل ما تقدم لتأمين الاستمرارية.

الاهتزازات الارتدادية لجنون الدولار لم تستثنها
بعد دولرة الأسعار وخاصة السلع الغذائية، والتفلّت في سعر صرف السوق الموازية خاصة بعد اضراب المصارف، اضحى ارتفاع الأسعار امرا واقعاً حتماً، لا بل يتحيّن التجار أي ظرف ليبيعوا بأسعار مضاعفة مرتين وأكثر، حتى الامر لم يستثنِ “لحمة الفقير” كما يسمونها أي الفلافل، والطلب عليها خفّ نتيجة تضاؤل القدرة الشرائية للمواطنين وانهيار الليرة

فبعد ان كانت تشتري رامونا دزينتين من الفلافل لعائلتها المؤلفة من 6 افراد، تقول لـ “الديار”، “انها المفضلة لأولادي، ولكن في الوقت الحالي وفي ظل ارتفاع أسعار كل من: الشاورما واللحمة وحتى البطاطا لم اعد أستطيع ان امررها لهم ولو لمرة في الشهر. فقد أصبح سعر الـ 24 قرصا، اي ما يعادل الدزينتين 1,200,000 ألف ليرة، ليمسي بذلك طعامنا اليومي عبئا علينا كونه باهظ الثمن، ودولرة الأسعار زاد الطين بِلة”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى