بعد الزلزال… الكوليرا يتفشّى في سوريا
ذكر الدفاع المدني السوري في مناطق سيطرة المعارضة، الثلاثاء، أن شخصين توفيا بسبب تفش للكوليرا في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، في 6 شباط الحالي.
وقال الدفاع المدني السوري الذي يعرف باسم (الخوذ البيضاء) في منشور على تويتر، الثلاثاء، إن هناك 568 مصابا بالكوليرا من جراء “دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي بعد الزلزال”.
وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وخلف عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى، تتزايد المخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض المعدية في المناطق المنكوبة، في وقت تطرح فيه تساؤلات عن الصحة الجسدية والنفسية للناجين، والعناية والمتابعة التي يحتاجها ضحايا الزلزال.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، قبل أيام أن عدد المتضررين من جراء الزلزال المدمر بلغ نحو 26 مليون شخص. وعبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مؤخرا في سوريا، وفقا لفرانس برس.
وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية (يو أس أيد) قبل أيام، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال.
وقالت الوكالة في بيان إن التمويل سيتم تسديده لشركاء على الأرض “بهدف تقديم المساعدة الطارئة الضرورية إلى ملايين الأشخاص”.
وأضافت أن التمويل سيدعم أيضا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.
وتعرضت آلاف المباني للتدمير كليا وجزئيا نتيجة الزلزال، فيما تضررت البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي في المناطق المنكوبة، وهو ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا.
وبالنسبة للأمراض التي يتوقع انتشارها بعد الزلزال، قال الدكتور ضرار بلعاوي، مستشار علاج الأمراض المعدية، في تقرير سابق لموقع “الحرة” إن “هناك نوعين من الأمراض، النوع الأول هو الأمراض العضوية، والنوع الثاني الأمراض النفسية”.
وأضاف أن “الأمراض العضوية قد تحصل بسبب عدم وجود مياه نظيفة للشرب وبسبب تدمير شبكات الصرف الصحي، وبالتالي عدم وجود مراحيض، وقد يسبب ذلك انتشارا للأمراض المعدية، وأيضا بسبب أنه الآن بعد أيام من الزلزال ستبدأ جثث البشر وجيف الحيوانات بالتحلل، وبالتالي هذا يشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض”.
وتابع أن أهم هذه الأمراض التي يمكن أن تنتشر هي “الأمراض التنفسية، مثل التهابات الرئة، خصوصا عند الأطفال وكبار السن، والإسهالات بكافة أنواعها الفيروسية والجرثومية، والكوليرا والملاريا، بسبب النواقل مثل البعوض والذباب والفئران والقوارض”.
وأشار مستشار علاج الأمراض المعدية، إلى أنه توجد أسباب أخرى لانتشار الأمراض، ومنها أن “هناك اتصال مباشر بين فرق الإنقاذ وجثث البشر وجيف الحيوانات، وبالتالي ممكن أن يصاب أعضاء هذه الفرق بالأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي (ب) و(ج)، والسل، وغيرها من الأمراض”.
المصدر : الحرة