اهم الاخبارمحليات

هل بدّل اللقاء الخماسي بعض المواقف الدولية تجاه لبنان؟

روج بعض المطلعين على الموقف الرسمي السعودي خلال السنوات القليلة الماضية ان الرياض لديها مشكلة فعلية مع لبنان وموقعه السياسي وانها باتت غير مبالية بالتطورات داخله، الامر الذي ترجم بالانكفاء السياسي والمالي الكامل للسعودية بشكل اساسي وايضا لدول الخليج وان بنسبة اقل.

تراجع الاهتمام السعودي بلبنان والذي وصل الى حدوده القصوى، طرح اسئلة عن حدود هذا الانكفاء وما اذا كان جزءا من الاستراتيجية السعودية تجاه بيروت بهدف التأثير، ام انه انكفاء نهائي لا عودة عنه بالظروف الحالية بل يحتاج الى تبدلات دراماتيكية تجعل من عودة الرياض امراً واقعيا وحتميا.

كما ان جزءا من مبالغة الرياض بردة فعلها السياسية ضد الرئيس سعد الحريري يعود إلى انها ليست بحاجة الى اي انخراط، ولو غير مباشر، في لبنان، وقد استمر سلوك الرياض البارد منذ انتخاب الرئيس ميشال عون حتى هذه اللحظة التي بدأت تشهد تحولات فعلية بالموقف السياسي السعودي والخليجي.

وتقول مصادر مطلعة ان السعودية اليوم باتت توحي بأنها جاهزة للعودة الى لبنان سياسيا وماليا، لكن هذا لن يحصل من دون حصول تبدلات جدية بموازين القوى داخل  المؤسسات الرسمية والدستورية، وعليه فإن احتفاظ حزب الله بحجم نفوذه الحالي داخل المؤسسات الرسمية سيعني ان دول الخليج ستستمر بأدائها الحالي.

لا تضع الرياض شروطا واضحة او حاسمة، تبدل في حال تنفيذها، سياساتها في لبنان، لكن العارفين يؤكدون ان السعودية تعتبر ان تنفيذ لبنان للورقة الكويتية هو بحد ذاته مدخل حقيقي لاصلاح العلاقة المشتركة بين البلدين، على اعتبار ان بنود هذه الورقة ترضي الرياض وتجعلها اكثر تحرراً في دعم لبنان واعطائه الغطاء العربي.

إنتقال المملكة من خندق اللامبالاة الى خندق الدعم المشروط بخطوات سياسية، جاء بالتزامن مع تبدلات دولية كبيرة ومع توافقات بين الدول المعنية بالملف اللبناني بأن الانهيار الكامل والفوضى السياسية والامنية غير مسموح به، لان الامر سيساهم في زيادة حضور ونفوذ حزب الله داخل الدولة اللبنانية، وهذا ما لا يريده اي طرف سياسي خارجي.

من منظار علاقتها مع فرنسا مثلا، فتحت السعودية باباً ايجابيا بالملف اللبناني بعد اتصالات فرنسية كبيرة لاقناع الرياض بأن تكون جزءا من التسوية السياسية المقبلة، وعليه تقدمت المملكة خطوة الى الامام مقارنة بموقفها السابق وهذا امر عرضة للتطور والتبدل خلال الاسابيع القليلة المقبلة.

وكان اللافت في هدا السياق ما نقله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي امس عن لسان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما الأخير حين قال له: “هناك فريق في لبنان يتآمر على المملكة العربية السعودية ولن نقدّم أي مساعدة للدولة اللبنانية طالما أنّ “حزب الله” يتآمر علينا ويقدّم مساعدات عسكرية لمن يقاتلنا في اليمن”، مجدداً التأكيد في المقابل على الاستمرار في مساعدة اللبنانيين عبر الصندوق الفرنسي – السعودي “حصراً” في المرحلة الراهنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى