جدل حول أضواء الزلازل.. هل هي حقيقية وهذه مسبباتها؟
تُعدّ أضواء الزلازل نادرة نسبياً، ويصعب على العلماء تفسيرها، بحسب دراسة سابقة نشرها موقع “ناشيونال جيوغرافيك”، وما يزيد الأمور تعقيداً أن حالات اللمعان أثناء الزلازل لا تبدو جميعها متشابهة، ما يثير نظريات تتراوح من “الأجسام الطائرة المجهولة” وأن الزلازل مفتعلة وما إلى ذلك.
وفي السياق، قال فريدمان فرويند، أستاذ الفيزياء المساعد في جامعة ولاية سان خوسيه وباحث أول في مركز أبحاث أميس التابع لـ”ناسا”، في مقابلة أجرتها مجلة “ناشونال جيوغرافيك” عام 2014، إن الأضواء يمكن أن تتخذ “العديد من الأشكال والألوان المختلفة”.
أضواء الزلزال عبر التاريخ
درس فرويند وزملاؤه 65 حادثة لمثل هذه الأضواء يعود تاريخها إلى 1600، ونشروا النتائج التي توصلوا إليها في رسائل أبحاث علم الزلازل في عام 2014.
في 12 تشرين الثاني 1988، على سبيل المثال، أبلغ الناس عن “كرة أرجوانية زهرية زاهية” من الضوء على طول نهر سانت لورانس في كيبيك، كندا، قبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي. وفي بيسكو، بيرو، كانت الأضواء ومضات ساطعة أضاءت السماء، تم التقاطها في فيديو كاميرا المراقبة قبل زلزال قوته 8 درجات في عام 2007. وقبل زلزال 2009 في لاكويلا، إيطاليا، شوهدت “ألسنة لهب” تومض فوق الشارع.
إحدى الصور الأكثر شهرة لأضواء الزلزال: التُقطت فوق جبل كيميو في اليابان عام 1968.
هل الأضواء حقيقية؟
تقول هيئة المسح الجيولوجي الأميركية على موقعها على الإنترنت: “يختلف الجيوفيزيائيون في مدى صحة التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت ومركز الزلزال، ويشكّ البعض في أن أيّاً من التقارير تشكّل دليلاً قوياً على ما يُسمّى بالأضواء الزلزالية، بينما يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير منطقية بشكل معقول”.
فرويند من جهته يدعم الرأي الأخير، إذ يعتقد أن الأضواء موجودة.
ما الذي يمكن أن يسبب أضواء الزلزال؟
بعد تحليل 65 حادثاً ضوئياً زلزالياً في دراسة 2014، افترض فرويند وزملاؤه أن الأضواء ناتجة عن الشحنات الكهربائية التي يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي، وقال: “كما لو قمت بتشغيل بطارية في قشرة الأرض”.
على سبيل المثال، تحتوي صخور البازلت والغابرو على فراغات صغيرة في بلوراتها يمكن أن تطلق شحنات كهربائية في الهواء، ويقدّر العلماء أن الظروف التي تصلح للأضواء موجودة في أقل من 0,5 في المئة من الزلازل في جميع أنحاء العالم، وهو ما يفسر سبب ندرة الأضواء نسبيّاً. وأشاروا أيضاً إلى أن أضواء الزلزال تظهر بشكل أكثر شيوعاً قبل أو أثناء الزلازل، وليس بعدها.
هذا، وقالت دراسة سابقة إن حركة الصفائح التكتونيّة تخلق ما يسمى التأثير الكهرضغطية (peizoelectic effect)، إذ تنتج الصخور مجالات كهربائية قوية عند ضغطها بطريقة معينة. لكن أحد التعقيدات في دراسة أضواء الزلازل هو أنها لا يمكن التنبؤ بها وقصيرة العمر. وفي محاولة للتغلب على هذا التحدّي، حاول بعض العلماء إعادة إنشاء الظاهرة في المختبر.
وفي دراسة قادها عالم فيزياء في جامعة روتغرز في نيوجيرسي ونُشرت في عام 2014، أنتجت حبيبات من مواد مختلفة (الدقيق والأقراص البلاستيكية والجص) شرارات كهربائية عند تحريكها، وأرجع العلماء هذا التأثير إلى الاحتكاك بين الحبيبات، وهو ما يتعارض مع كل من نظرية الكهروضغطية ونظرية فرويند.
إذن، طالما هناك نظريات علمية متضاربة، فإن الجدل حول أسباب أضواء الزلازل يظل غير مؤكّد.
وكان انتشر عقب الزلزالين الجديدين اللذين ضربا تركيا بقوة 6,3 و5,8 درجات، صور ومقاطع فيديو “مخيفة” لأضواء خضراء وزرقاء على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهرت شائعات مفادها أن الضوء غير طبيعي، وأنّ الزلزال مفتعل.