اهم الاخبارخارجيات

رصد الداخل الإيراني: خارطة الغضب من طهران إلى الأطراف

رصد الداخل الإيراني: خارطة الغضب من طهران إلى الأطراف

رغم ما يُعرف عن إيران كدولة بوليسية تتحكم بها قبضة الحرس الثوري والباسيج، إلا أنّ الواقع الداخلي يكشف عن تشققات عميقة في البنية الاجتماعية، تتوسع عامًا بعد عام. فما بين الاحتجاجات ضد الفقر، والغضب من التدخلات الخارجية، والتمرد على النظام الديني ـ تتكوّن خريطة مدنية قابلة للاشتعال في أي لحظة.

أين يكمن الاحتجاج؟ خارطة المدن الساخنة

طهران: العاصمة الغاضبة
الطبقة الوسطى، والطلاب، ومراكز الجامعات تقود الاحتجاجات.
معقل الحركات المناهضة للنظام منذ “الحركة الخضراء” عام 2009.
عادت بقوة بعد قضية مهسا أميني، وأصبحت مركزًا لشعارات “لا للحرب”.

كردستان (سنندج، مهاباد، كرمنشاه): الرفض المزمن
أكراد إيران هم الأكثر تمرّدًا على السلطة المركزية.
يواجهون القمع منذ عقود بسبب النزعة الانفصالية.
سجلوا أعلى نسب الضحايا في احتجاجات 2022–2023.

خوزستان (الأهواز، عبادان): ثورة الماء والنفط
سكان عرب يعانون من التهميش رغم الثروة النفطية.
يشهد الإقليم احتجاجات دورية بسبب أزمة المياه، والتمييز.
كان في واجهة انتفاضات 2021–2022.

بلوشستان (زاهدان، سراوان): النقطة الأضعف أمنيًا
أقلية بلوشية سنيّة مهمّشة تاريخيًا.
تُعد من أكثر المناطق عداءً للحرس الثوري.
الاحتجاجات تتجدد خاصة بعد أحداث المساجد وقضية مهسا أميني.

أصفهان: من المحافظة إلى التمرد المدني
طبقة وسطى تقليدية بدأت تعارض النظام بهدوء.
شهدت مسيرات نسوية واحتجاجات على شح المياه.
ظهرت فيها شعارات مناهضة للحرب منذ أواخر 2023.

شيراز: الثورة الناعمة
بيئة طلابية وفنية، متحررة نسبيًا.
مركز للنشاط الثقافي المعارض والميديا الرقمية.
حاضنة لحركات مقاومة ناعمة ضد النظام.

مشهد: التناقض الديني

معقل ديني محافظ، لكنه يشهد احتجاجات متكررة بسبب الأوضاع المعيشية.
ظهرت فيه أولى شرارات انتفاضة الوقود عام 2019.

المحركات الحقيقية للتمرّد:

  1. التمييز العرقي: أكراد، عرب، بلوش يعانون من التهميش.
  2. قمع المرأة: تصاعد الغضب بعد مقتل مهسا أميني.
  3. التجنيد الإجباري: خاصة بين الأقليات.
  4. الحروب الخارجية: الشعب يرفض التدخل في سوريا، اليمن، أو المواجهة مع إسرائيل.
  5. الاقتصاد المنهار: تضخم، بطالة، فساد، وعقوبات خانقة.
    أدوات المقاومة الحديثة:

الجامعات والمقاهي الثقافية تحوّلت إلى ساحات نقاش وتمرد صامت.

التطبيقات المحمية (VPN، تليغرام، إنستغرام) تُستخدم للتنسيق والنشر.

قنوات الخارج مثل Iran International تمد الداخل بالمعلومة والجرأة.

“إيران تحاول أن تُحكم البلاد من فوق، لكن الأرض تغلي من تحت. إنفجار داخلي لا يحتاج إلا إلى شرارة، والبداية قد لا تكون سياسية، بل إنسانية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى