إيران vs إسرائيل

إيران vs إسرائيل
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين طهران وتل أبيب، باتت المقارنة بين إسرائيل وإيران أكثر من مجرد تحليل نظري. إنها صورة واقعية لصراع مركّب يجمع بين التكنولوجيا المتطورة والتكتيك العددي، بين الضربة الدقيقة والرد الصاروخي الغزير.
فمن يملك اليد العليا عسكريًا واستراتيجيًا في المواجهة؟
- الأرض والديموغرافيا: التفوّق العددي لا يكفي
إيران تمتد على مساحة ضخمة تُقارب 1,648,000 كلم²، وتضم حوالي 89.5 مليون نسمة.
إسرائيل، رغم صغر حجمها الجغرافي (22,145 كلم²) وسكانها الذين لا يتجاوزون 10 ملايين، إلا أنها دولة ذات بنية تنظيمية تكنولوجية عالية الكفاءة.
- سلاح الجو: المعركة في السماء محسومة
تمتلك إسرائيل أسطولًا جويًا عالي التقنية: أكثر من 600 طائرة،
منها 340 قتالية، من طرازات F-35I الشبحية وF-15I وF-16I،
بالإضافة إلى سرب واسع من الطائرات المسيّرة المتقدمة مثل Harop وEitan.
بالمقابل، إيران تعتمد على طائرات قديمة من حقبتي السبعينات والثمانينات (MiG-29، F-4، Su-24)، وتحاول التعويض بمسيّرات محلية مثل Shahed-136 وMohajer-6.
- الصواريخ: بين الكم والدقة
إيران تمتلك أكبر ترسانة صاروخية في الشرق الأوسط، بأكثر من 3,000 صاروخ متنوع، يتراوح مداها بين 500 إلى 2,000 كلم، أبرزها: شهاب-3، سجيل، عماد، و”خيبر شكن”.
أما إسرائيل، فتمتلك صواريخ Jericho III القادرة على الوصول حتى 6,500 كلم، ويُعتقد أنها قادرة على حمل رؤوس نووية.
كما تدير واحدة من أقوى منظومات الدفاع الصاروخي عالميًا (Iron Dome، David’s Sling، Arrow 2 و3).
4_القوى البشرية: الهيكل مقابل الحجم
تعتمد إسرائيل على نظام تجنيد إلزامي يُنتج جيشًا مدرّبًا ومجهزًا تقنيًا، يضم 173,000 جندي نشط و465,000 احتياطي.
في المقابل، إيران تعتمد على هيكل مزدوج يضم الجيش النظامي والحرس الثوري (بما فيه فيلق القدس)، مع قوة نشطة تبلغ 610,000 جندي و350,000 احتياطي.
- الردع النووي: الصمت القاتل
إسرائيل لا تعلن عن ترسانتها النووية رسميًا، لكنها تمتلك ما يُقدّر بـ 80–90 رأسًا نوويًا، وهي دولة نووية بحكم الواقع.
إيران لا تملك أسلحة نووية معلنة، لكن برنامجها يُراقب دوليًا ويثير قلقًا واسعًا.
في المواجهة، لا يُقاس التفوق بالحجم بل بالفعالية.
إسرائيل تتفوق نوعيًا في سلاح الجو وتملك القدرة على حسم أي معركة من الجو.
الصواريخ الإيرانية كثيفة، لكن تفوق إسرائيل بالدقة والتكنولوجيا يجعل الردع متوازنًا لصالحها.
بالرغم من العدد البشري الإيراني، فإن البنية العسكرية والتكتيك الإسرائيلي يمنح تل أبيب تفوقًا استراتيجيًا.
الردع النووي الإسرائيلي يشكّل العنصر الأخطر… صامت لكنه فعّال.
في الشرق الأوسط، من يمتلك الضربة الأولى لا يربح بالضرورة، بل من يمتلك القدرة على الحسم السريع والدفاع الذكي.”