ما حقيقة تعليق مدارس الضاحية الجنوبية العام الدراسي؟

ما حقيقة تعليق مدارس الضاحية الجنوبية العام الدراسي؟
تداولت مواقع وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية خبراً يفيد بإنهاء العام الدراسي مبكراً في عدد من مدارس الضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب تكرار الاعتداءات الاسرائيلية واستهداف مناطق سكنية مأهولة، قريبة من مدارس. وأُرفق الخبر بإشارات إلى حالة الهلع التي شهدتها مدرسة “الليسيه دي زار”، قبل نحو شهر إثر إنذار سُجّل قربها وما رافقه من فوضى وخوف وضياع أطفال عن ذويهم في تلك اللحظات.
لكن تبيّن أن هذا الخبر، الذي أثار بلبلة وخوفاً بين الأهالي، غير دقيق ولا يستند إلى أي قرار رسمي أو وقائع حالية.
وفي هذا السياق، نفت مديرة مدرسة “الليسيه دي زار” في حديث صحافي” هذه المعلومات، مؤكدة أن الطلاب أتمّوا برنامجهم الدراسي بصورة كاملة، بل إن المدرسة تستعد غداً لإقامة احتفال ختامي للعام الدراسي. وأشارت إلى أن “نسبة الحضور بين الطلاب كاملة تقريباً، من دون أي غياب يُذكر، بل هناك إصرار من الأساتذة والادارة والأهالي على إتمام المناهج التعليمية، طبعاً مع مراعاة أقصى درجات السلامة”.
وأقرّت المديرة بأن المدرسة تضرّرت مادياً في السابق جراء أحد الاستهدافات الجوية، إلّا أن ذلك لم يمنعها من مواصلة رسالتها التعليمية “بكل عزم ومرونة”.
وأكدت منسقة تربوية في مدرسة الـ “BMS أن المدرسة لم تنهِ العام الدراسي بعد، لكنها تعتمد هذا العام مبدأ إعفاء الطلاب المتفوقين من بعض امتحانات نهاية السنة لتخفيف الضغط وتحفيز الحضور، خصوصاً أن المنهج أُنجز باكراً، ما سمح بإنهاء العام الدراسي في موعد أبكر من المعتاد.
أما على الصعيد الرسمي، فنفى مصدر في وزارة التربية لموقع “لبنان الكبير” ما يتم تداوله عن صدور قرار بإقفال المدارس أو إنهاء العام الدراسي في الضاحية الجنوبية. وأكد أن “الوزارة لم تصدر أي قرار من هذا النوع، كما أن هذه القرارات تُتخذ على مستوى الحكومة مجتمعة، لا بشكل منفرد”، مشيراً الى أن “العام الدراسي دخل فعلياً في مراحله النهائية في مختلف المناطق اللبنانية، وكل ما يُشاع لا أساس له من الصحة”.
إذًا، وفي ضوء الوقائع والشهادات الميدانية، يتبيّن أن لا صحة لما يُشاع عن إنهاء العام الدراسي في الضاحية الجنوبية، بل إن المدارس مستمرة في أداء رسالتها التربوية على الرغم من كل الظروف، مع التشديد على أن سلامة الطلاب أولوية لا يُمكن التفريط بها.
وتأتي هذه الشائعات في ظل تصاعد التوتر الأمني في الجنوب والمناطق الحدودية، لا سيما مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية منذ تشرين الأول الماضي، والتي طالت مناطق مدنية وسكنية، وتسبّبت في سقوط ضحايا وأضرار مادية جسيمة. وقد أثار ذلك مخاوف واسعة بين الأهالي، خصوصاً في الضاحية الجنوبية ومحيط بيروت، في ضوء التخوّف من اتساع دائرة التصعيد.
وعلى الرغم من التحديات الأمنية والاقتصادية، تبذل المدارس جهوداً للحفاظ على انتظام العام الدراسي وضمان حق الطلاب في التعليم، وسط غياب أي قرار رسمي بتعليق الدراسة، ما يعكس إرادة تربوية ومجتمعية على الصمود ومتابعة المسيرة التعليمية.