اهم الاخبارمحليات

ترامب… وفضيحة سيغنال: حين تتحوّل الخروقات إلى وقود للتصعيد!

ترامب… وفضيحة سيغنال: حين تتحوّل الخروقات إلى وقود للتصعيد!

بقلم الدكتورة ميراي زيادة.

في عالم السياسة الأميركية، الفضائح لا تُدفن… بل تُعاد برمجتها لتتحوّل إلى سلاح.
وهذا بالضبط ما يفعله دونالد ترامب.

فضيحة “سيغنال”، حيث اخترق صحافي بالغلط دردشة سرّية لكبار مسؤولي الإدارة الأميركية تتعلّق بخطط الغارات على الحوثيين، لم تهزّ ترامب. بل هزّت واشنطن.
لكن الرئيس الأميركي، كما اعتاد، لا يتراجع أمام الخروقات… بل يصعّد فوقها.

فالرئيس الذي يتعامل مع أمن الدولة كأنّه إدارة صفقة، لن يسمح للديموقراطيين بابتلاع لحظة ضعف وتوظيفها في ماكينة المحاسبة. قد يُطاح بمايك والتز، مستشار الأمن القومي، كورقة تهدئة شكلية، لكن ترامب لن يقدّم لهم رأسه على طبق من فضيحة.

الرسالة أوضح من أي وقت مضى:
إذا ظننتم أن “سيغنال” ستُرهبنا… فسنجعلها سبباً لمضاعفة الضربات على الحوثيين، وتكثيف الحصار على الذراع الإيرانية في اليمن.

لكن الحقيقة الأبعد من مجرد حادثة تسريب، تكمن في الاستراتيجية الكبرى:
قطع أذرع إيران واحدة تلو الأخرى، بحدّ السيف الأميركي.

اليمن؟ ساحة ناضجة للضغط.
العراق؟ الحشد الشعبي يُراقَب بعين القناص السياسي.
سوريا ولبنان؟ عنوان المرحلة القادمة، حيث حزب الله يقف على عتبة الشلل،
وغزة؟ مشلولة الإرادة، رهينة قرار حماس التي فقدت أوراقها.

أما إيران، فتدرك تمامًا أن ترامب لا يراها مجرد خصم نووي، بل يرى فيها مشروع زلزالي يتوسع في كل اتجاه، ولا علاج له إلا بالتطويق المحكم والمتسارع.

ومن خلف الأضواء، تبرز تركيا كشريك ضمني – عسكريًا وسياسيًا – في المعركة على الأرض السورية، ضمن تفاهمات غير مصرح بها، لكنها واضحة الأثر:
لا ممر لإيران من الشمال، لا ظلال إيرانية على المتوسط.

ترامب إذاً، لا يهرب من فضيحته… بل يركب موجتها.
لن يتراجع.
لن يعتذر.
بل سيتقدّم بوجه مكشوف، يحمل لواء “الأمن القومي الأميركي” كسيف مشرّع ضد محور إيران… من اليمن إلى بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى