محليات

الإنفلونزا الموسمية شرسة في لبنان.. هل فاقت الـ”كورونا” قساوة؟

الإنفلونزا الموسمية شرسة في لبنان.. هل فاقت الـ”كورونا” قساوة؟

أن يلتقي كثير من الآراء على أن وقع الإنفلونزا هذا الموسم على المصابين بها كان أكثر قساوة وشدة من الكورونا نفسها في ذروة أزمتها، فهذا واقع يستحق التوقف عنده لفهم أسبابه، علما أنه كما في لبنان كذلك في كل العالم حيث القاسم المشترك وفرة في الإصابات ومضاعفات عند البعض وزحمة في المستشفيات وغياب ونقص في مراكز العمل.

وبالحديث عن لبنان ومشهد الإنفلونزا فيه، فإن ما شهدته البلاد كان نمطا مختلفا من الإنفلونزا الموسمية التي تمتد في العادة من أكتوبر حتى مارس من كل سنة، فإذا بها هذا العام تزور اللبنانيين متأخرة عن موعدها إذ كان الانتشار الواسع والارتفاع في الإصابات بعد شهر يناير، أي في شهري فبراير ومارس، والسبب أن حلول الطقس البارد تأخر هذا العام وتأخر معه الجلوس في الأماكن المغلقة التي تعزز احتمالات انتقال عدوى أي مرض.

وإذا كانت حالات الإصابة بالانفلونزا هذه السنة أكثر بكثير من الحالات المسجلة العام الماضي، فإن السبب يعود كما قالت لـ «الأنباء» الاختصاصية في أمراض الرئة والحساسية د ..جوسلين ساسين إلى «كون جسم الإنسان خسر ذاكرته على الإنفلونزا وخسر مناعته عليها جراء الإغلاق الشامل الذي فرضته جائحة كورونا على مدى سنتين، وبالتالي بدا الجسم وكأنه يتعرف على الإنفلونزا للمرة الأولى، الأمر الذي يفسر شدة العوارض وسرعة الانتشار».

أما السبب الآخر وراء قساوة العوارض من حرارة وتعب وسعال وأوجاع في الجسم مترافقة أحيانا مع غثيان وإسهال، فمرده بحسب د ..ساسين إلى «إهمال الناس للقاح الإنفلونزا وقلة فعاليته لدى من أخذ اللقاح في جرعة واحدة في سبتمبر من دون تكرارها بعد شهرين أو ثلاثة، وهذا أمر مطلوب في انتظار ارتفاع المناعة من جديد في وجه الإنفلونزا الموسمية».

وأقرت الطبيبة ساسين بأن «الإنفلونزا هذا الموسم كانت شرسة، وقساوة عوارضها عند البعض حتى أقسى بثلاث مرات من عوارض الكورونا، وقد طالت المضاعفات بشكل خاص كبار السن والذين يعانون مشاكل صحية». وعما إذا كان فيروس H1N1 هو الأكثر انتشارا هذا الموسم، أوضحت أن «هذا الفيروس يندرج في خانة الإنفلونزا عامة وهو نوع من أنواع الإنفلونزا A»، مشيرة إلى «أن بعض الحالات كانت من نوع الإنفلونزا B».

أما علاجات الإنفلونزا، كما قالت د.ساسين، فتختلف عن علاجات الكورونا، مشددة على «أهمية بدء العلاج بعد 24 أو 48 ساعة من ظهور العوارض، لأنه كلما بدأ العلاج في وقت مبكر، كلما كان فعالا وخفف من حدة العوارض ومدتها».

مع قرب انتهاء شهر مارس وبرودة الطقس، يفترض أن تكون الإنفلونزا في طريقها إلى الرحيل عن لبنان، لكن آثارها لدى البعض قد تستمر وقتا على شاكلة سعال قد يمتد أحيانا حتى أربعة أسابيع، أما العبرة والنصيحة بحسب الأطباء، فالعودة إلى لقاح الإنفلونزا تحفيزا للمناعة وتخفيفا للعوارض.

بولين فاضل – الانباء الكويتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى