اهم الاخبارمحليات

بين هروب نتنياهو وتجدد القتال في غزة… هل يقترب لبنان من شبح الحرب؟

بين هروب نتنياهو وتجدد القتال في غزة… هل يقترب لبنان من شبح الحرب؟

فوجئ العالم صباح اليوم بتجدد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت كانت فيه المعطيات تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق يضمن عودة الأسرى الإسرائيليين ويمهد لهدنة طويلة الأمد بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.

لكن التطور الأبرز تمثل بإطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة المطلة، ما شكل نقطة تحوّل خطيرة في المشهد الإقليمي، رغم نفي حزب الله مسؤوليته عن العملية.

فهل نحن على أعتاب حرب جديدة في لبنان؟
هناك ثلاثة معطيات أساسية تستدعي التوقف عندها:

أولاً: نتنياهو والهروب إلى الأمام
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى في إشعال الحروب وسيلة للهروب من الملاحقات القضائية والضغوط الداخلية المتصاعدة. فكلما طال أمد المواجهات، تراجعت احتمالات محاكمته. وبالتالي، فإن احتمالات توسع الحرب لتشمل لبنان، أو حتى إيران، تزداد يوماً بعد يوم. كما لا يُستبعد أن تنخرط إسرائيل مباشرة في ضربات على اليمن، إضافة إلى استمرارها في قصف أهداف داخل سوريا، بذريعة تفكيك بنية عسكرية تشكل خطراً على أمنها، بحسب مزاعم نتنياهو.

ثانياً: بيئة إقليمية تخدم التصعيد
الظروف الإقليمية الحالية تسهّل على نتنياهو فرض أي مواجهة يريدها. فبعد انهيار النظام السوري، تفكك جزء كبير من خط الإمداد الإيراني الذي يربط طهران ببغداد ودمشق ثم بيروت، ما أضعف قدرة إيران على التأثير في الميدان والمفاوضات على حد سواء. يُضاف إلى ذلك الدعم الأميركي المطلق الذي يقدمه دونالد ترامب لنتنياهو، خصوصاً في ما يتعلق بخطة تهجير سكان غزة، وهو ما يمنح إسرائيل غطاءً إضافياً للاستمرار في ضرب القطاع بعنف.

ثالثاً: موقف حزب الله المعقد داخلياً
في الداخل اللبناني، يواجه حزب الله تحديات سياسية وشعبية متزايدة، أبرزها المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، وهو موقف يتبناه كل من وزير الخارجية ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. كما أن الحزب يُحاصر بعقدة إعادة إعمار المناطق المتضررة، والتي قد تُستخدم كورقة ضغط مقابل تنازلات سياسية. عدم رد الحزب على الضربات الإسرائيلية المتكررة يمنح تل أبيب هامشاً واسعاً لمواصلة استهداف مواقع داخل الأراضي اللبنانية دون خشية من تصعيد فوري.

لا يمكن الجزم بما إذا كانت نار الحرب ستتمدد إلى لبنان، لكن السؤال الأهم يظل مطروحاً:
في حال اندلاعها، ما هو مدى التوغل الذي قد تسمح به إسرائيل، خاصةً بعد تراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني؟
وهل ستقتصر المواجهة على الجنوب، أم أننا أمام حرب مفتوحة بلا ضوابط ولا خطوط حمراء؟

المرحلة المقبلة تحمل الكثير من الغموض… والاحتمالات كلها واردة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى