فضيحة مالية مدوية: كيف اشترى رياض سلامة صمت بنك HSBC؟

نقلا عن جريدة الأخبار
فضيحة مالية مدوية: كيف اشترى رياض سلامة صمت بنك HSBC؟
في واحدة من أكبر الفضائح المالية التي هزّت لبنان والعالم، تتكشف فصول جديدة من ملف اختلاس حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، الذي حوّل المصرف المركزي إلى بنك شخصي لعمليات فساد ممنهجة، بمساعدة شقيقه رجا سلامة وتواطؤ صادم من بنك HSBC في جنيف.
أموال منهوبة وتغطية مصرفية مشبوهة
لم تكن عمليات رياض سلامة مجرد استغلال منصب، بل كانت شبكة فساد معقدة امتدت من الجزر العذراء البريطانية إلى سويسرا ولبنان. استخدم شقيقه رجا شركة “فوري أسوشيتس” كغطاء، حيث وقّع عقودًا وهمية مع مصرف لبنان لتسويق السندات المالية، بينما كانت الأموال تتدفق مباشرة إلى حسابات هذه الشركة في HSBC جنيف، بقيمة 330 مليون دولار بين عامي 2002 و2015.
HSBC: بنك عالمي.. أم شريك في الفساد؟
على الرغم من إشارات التحذير المتكررة، لم يتحرك بنك HSBC لكشف هذه التحويلات المشبوهة. حتى عندما أطلق نظامه الداخلي أول تنبيه عام 2006، أُغلق الملف بذرائع واهية من قبل مديري الحسابات، ما يثير تساؤلات حول مدى تورط البنك في التغطية على عملية غسل الأموال الضخمة.
سويسرا تتحرك.. ولبنان يتجاهل
بعد سنوات من التلاعب، تحركت السلطات السويسرية عام 2022 عندما وجهت هيئة الرقابة المالية (FINMA) اتهامات مباشرة للبنك بفشله في منع غسل الأموال، ما أدى إلى فرض قيود عليه في التعامل مع العملاء ذوي المخاطر العالية. في المقابل، لا يزال القضاء اللبناني يتلكأ، مكتفيًا بالتحقيق في شيكات بقيمة 44 مليون دولار، متجاهلًا الأدلة الدامغة على اختلاس مئات الملايين.
فساد بلا حدود.. ومحاسبة غائبة
تكشف هذه الفضيحة حجم الفساد المستشري داخل النظام المصرفي اللبناني، حيث تحوّل مصرف لبنان إلى وكر للنهب المقونن، بينما تتواطأ بعض المصارف العالمية بتسهيل جرائم مالية تطيح باقتصادات بأكملها. ومع بقاء القضية مفتوحة، يبقى السؤال الأهم: هل سيُحاسب رياض سلامة ومنظومته، أم ستُطوى الصفحة كما طُويت غيرها؟