الجيش اللبناني: صمام الأمان وحامي الوطن عبر العقود

منذ استقلال لبنان عام 1943، شكّل الجيش اللبناني عماد الدولة وسندها الأساسي في مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، فضلاً عن دوره الوطني في حماية الاستقرار الداخلي. وقد تعاقب على قيادة الجيش العديد من القادة الذين تركوا بصماتهم في تاريخ لبنان العسكري والسياسي، حيث كان لهم الدور الحاسم في حماية الدولة من الأزمات المتتالية.
القادة الذين حملوا راية الجيش
منذ تأسيس قيادة الجيش اللبناني، تولّى عدد من الضباط المرموقين مسؤولية هذه المؤسسة العسكرية، وكان لكل منهم رؤية واستراتيجية في التعامل مع الأوضاع الداخلية والخارجية.
فؤاد شهاب: 1945-1958
كان أول قائد للجيش بعد الاستقلال، وارتبط اسمه بالاستقرار الأمني وتحديث المؤسسة العسكرية لاحقاً، تولّى رئاسة الجمهورية.
توفيق سالم:1958-1959
تولّى قيادة الجيش لفترة قصيرة خلال أزمة 1958، حيث كان دوره حاسماً في ضبط الأمن.
عادل شهاب :1959-1965
ساهم في تعزيز قدرات الجيش وتحديث بنيته.
جان نجيم:1965-1970
ركّز على تطوير التدريبات العسكرية وتعزيز العلاقة بين الجيش والمجتمع المدني.
اميل بستاني:1970-1975
عاصر بداية الحرب الأهلية وكان له دور في الحفاظ على وحدة الجيش قدر الإمكان.
فيكتور خوري:1977-1982
تولّى القيادة في فترة عصيبة، حيث شهدت البلاد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982
ميشال عون:1984-1989
قاد الجيش في أصعب المراحل، حيث كان في البلد في صلب الصراعات السياسية والعسكرية في أواخر الحرب الأهلية.
اميل لحود:1989-1998
ارتبطت قيادته بإعادة توحيد الجيش بعد الحرب الأهلية.
ميشال سليمان:1998-2008
قاد الجيش اللبناني مواجهة قوية ضد تنظيم فتح الإسلام في مخيم نهر البارد شمال لبنان، حيث تمكن الجيش من القضاء على التنظيم بعد معارك دامت أكثر من مئة يوم.
جان قهوجي: 2008-2017
تصدّى للتهديدات الإرهابية وكان له دور في عمليات الجيش ضد الجماعات المتطرفة.
جوزيف عون:2017-2025
قاد الجيش في فترة حساسة شهدت أزمات اقتصادية وسياسية كبرى، بالإضافة إلى دوره في مكافحة الإرهاب وحماية السلم الأهلي.
رودولف هيكل :مارس 2025
يتولى القيادة في مرحلة مفصلية تتطلب رؤية جديدة لتعزيز قدرات الجيش والحفاظ على دوره الوطني.
قادة الجيش اللبناني بين التمديد والرئاسة والحوادث.
لطالما لعب الجيش اللبناني دورًا محوريًا في الحياة السياسية اللبنانية، حيث تولى العديد من قادته مناصب كبرى، سواء عبر التمديد أو الوصول إلى رئاسة الجمهورية.
فؤاد شهاب يُذكر أن فترة قيادته للجيش كانت الأطول، حيث شغل المنصب لسنوات قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية لاحقًا.
توفيق سالم على العكس، كان صاحب أقصر مدة في قيادة الجيش.
جان نجيم انتهت مرحلته في القيادة بحادث مأساوي إثر تحطم مروحية.
عبر التاريخ، جُدِّد لاربعة من قادة الجيش، بينما نجح خمسة منهم في الوصول إلى منصب رئيس الجمهورية، ما يعكس الدور البارز للمؤسسة العسكرية في المشهد السياسي اللبناني.
الجيش: درع الوطن وسياج الأمن
يؤكد تاريخ الجيش اللبناني دوره المحوري في صون الدولة والحفاظ على أمنها، فهو المؤسسة الوحيدة التي بقيت متماسكة رغم الأزمات السياسية والانقسامات التي شهدها لبنان, لقد كان الجيش، ولا يزال، صمام الأمان أمام الفوضى، والرادع لأي خطر يهدد كيان الدولة وبفضل تضحيات جنوده وقادته، تمكن لبنان من اجتياز الكثير من المحن.
إن تعزيز الجيش اللبناني ودعمه هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، لأن قوته من قوة لبنان، واستمراره في أداء مهامه بفاعلية هو الضمانة الأساسية لحفظ السيادة وحماية المواطنين.