ترقّب حذر للانسحاب الإسرائيلي غداً

ترقّب حذر للانسحاب الإسرائيلي غداً
تترقّب الأوساط الرسمية والسياسية ما ستؤول اليه الامور غداً الثلاثاء، وهو الموعد المحدّد لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وضمن هذا الإطار، أكّدت مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ«الجمهورية»، وجوب حصول انسحاب كامل لجيش الاحتلال الاسرائيلي، مشدّدة على عدم قبول بقائه في متر واحد من الأراضي اللبنانية فكيف بالتلال الخمس الاستراتيجية التي قيل إنّه يريد الاحتفاظ بها حتى إشعار آخر.
وأشارت المصادر إلى انّ من واجب الدول الراعية لوقف إطلاق النار ومصلحتها الّا تعرقل انطلاقة العهد والحكومة، وبالتالي عليها ان تضغط على الكيان الإسرائيلي حتى يحترم التزاماته ويخرج كلياً من الأراضي اللبنانية في 18 شباط. ولفتت إلى أنّ الاستحقاق الكبير بعد إتمام الانسحاب هو البدء في ورشة إعادة إعمار ما هدّمه العدوان، وهذا هو الفيصل الحقيقي لنجاح الحكومة أو فشلها.
ونبّهت المصادر إلى أنّ عدم إنجاز الانسحاب الشامل مع حلول غد الثلاثاء سيرتب تداعيات على الواقع اللبناني، في حين انّ المنتظر هو إطلاق مشروع النهوض الوطني بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل حكومة الرئيس نواف سلام تحت شعار «الإنقاذ والإصلاح».
وكشفت المصادر انّ هناك إشارات أولية وصلت حول احتمال ان ينسحب الجيش الإسرائيلي من كل المواقع التي لا يزال يحتلها، بلا استثناء، لكن لا شيء مؤكّداً بعد.
اورتاغوس
وفي هذا السياق، يعلّق أهل الحكم أهمية على العودة المنتظرة للوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس من إسرائيل، لأنّها ستحمل نتائج المحادثات التي جرت هناك بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وأركان حكومة بنيامين نتنياهو، والرؤية الأميركية إلى استحقاق الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب.
وعبّرت مصادر ديبلوماسية عن اعتقادها أنّ مجرد اتخاذ أورتاغوس قراراً بالعودة اليوم، أي قبل انتهاء المهلة، سيوحي بأنّ الأميركيين جادّون في طمأنة لبنان والضغط على إسرائيل لإنهاء انتشار جيشها داخل الأراضي اللبنانية في أقرب فرصة ممكنة، أي بعد 10 أيام، أو أكثر بقليل. وأما إذا أرجأت زيارتها فهذا سيبعث برسالة إلى اللبنانيين مفادها أنّ واشنطن تفضّل إبقاء إسرائيل طليقة اليدين في هذه المسألة، فتختار الوقت الذي يناسبها للانسحاب.
وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ مؤشرات مقلقة تلقّاها الجانب اللبناني في الأيام الأخيرة، تزامناً مع قرار إسرائيل البقاء في 5 مواقع استراتيجية في الجنوب لفترة إضافية، وأبرزها إعلان روبيو ونتنياهو توافقهما على ضرورة أن تعمل الحكومة اللبنانية على نزع سلاح «حزب الله»، وتعمُّد إسرائيل توجيه ضرباتها الجوية إلى شمال الليطاني باستهداف مسؤول الوحدة الجوية في «حزب الله» في جرجوع وتسديد ضربات في البقاع الشمالي، وتجدّد تهديداتها بتعطيل مطار بيروت، بذريعة أنّ إيران تستخدمه لتزويد «الحزب» بالمال. وهذه مؤشرات لا تبشر بنهايات متفائلة للأزمة.
المصدر: الجمهورية