من سيخلف العماد جوزاف عون ؟ابرز المرشحين والتحدّيات المقبلة

تُثير مرحلة ما بعد انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية اهتمامًا واسعًا، لا سيما فيما يتعلق بتعيين قائد جديد للجيش اللبناني. في بلد يتسم بتعقيداته السياسية والتوازنات الطائفية الحساسة، يُعتبر هذا المنصب من أكثر المناصب حساسية وأهمية، حيث يُناط بقائد الجيش دور رئيسي في الحفاظ على الاستقرار والأمن الوطني.

آلية تعيين قائد الجيش
وفقًا للدستور اللبناني، يتطلب تعيين قائد جديد للجيش تشكيل حكومة جديدة، إذ أن حكومة تصريف الأعمال الحالية، برئاسة نجيب ميقاتي، لا تملك صلاحية اتخاذ هذا القرار. وزير الدفاع في الحكومة القادمة سيكون مسؤولًا عن اقتراح ثلاثة أسماء تُعرض للتوافق السياسي، قبل أن يُصادق رئيس الجمهورية على الاسم المختار. وبالتالي، فإن المرشح النهائي يجب أن يحظى برضا الرئيس.

أبرز المرشحين
في السياق الحالي، يبرز اسمان يمتلكان حظوظًا وافرة لتولي المنصب خلفًا للعماد جوزاف عون:

العميد الركن رودولف هيكل
يتمتع بخبرة عسكرية وإدارية طويلة. شغل سابقًا منصب قائد قطاع جنوب الليطاني، حيث أشرف على التنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). حاليًا، يقود قيادة العمليات في الجيش اللبناني، يُعتبر شخصية بارزة ومحورية تحظى بتقدير كبير لدوره الريادي في تطوير استراتيجيات فعّالة وتعزيز الكفاءة التشغيلية داخل الجيش. تعكس إسهاماته رؤية استراتيجية مدروسة وتفانيًا في تحقيق التميز والابتكار، مما ساهم بشكل ملموس في تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز القدرة على تحقيق أهداف مستدامة تلبي تطلعات المؤسسة العسكرية.
العميد طوني قهوجي
يشغل حاليًا منصب مدير المخابرات في الجيش اللبناني منذ نوفمبر 2020. يُعرف بكفاءته العالية وخبرته الواسعة في العمل العسكري والاستخباراتي، مما يجعله مرشحًا قويًا لهذا المنصب الحساس.

إرث اللواء فؤاد شهاب
لطالما اعتُبر اللواء فؤاد شهاب، أول قائد للجيش اللبناني بعد الاستقلال وأحد أبرز رموز الوحدة الوطنية، نموذجًا يُحتذى به. خلال فترة قيادته (1945-1958) ورئاسته للجمهورية (1958-1964)، عمل على بناء جيش وطني قوي ودولة مؤسسات، وترسيخ أسس التنمية الاجتماعية. يأمل اللبنانيون أن يسير القائد الجديد للجيش على خطاه، مُعززًا دور الجيش كضامن للاستقرار الوطني في مرحلة مليئة بالتحديات.

تطلعات
يبقى الأمل معقودًا على القائد الجديد للجيش ليكون شخصية تتمتع بالكفاءة والحيادية، قادرة على توحيد المؤسسة العسكرية وتعزيز دورها كحصن منيع في وجه الأزمات المتكررة التي تعصف بالبلاد.