السيناريو الرابح
كتبت الدكتورة ميراي زيادة ناشرة موقع topskynews:
من الواضح أن لبنان والمنطقة يمران بمرحلة مصيرية، حيث تتداخل الأزمات الداخلية مع التحولات الإقليمية والدولية، مما يجعل الأسابيع القادمة حاسمة في تقرير مصير لبنان، إما نحو حلول مستدامة أو نحو المزيد من التدهور
- الدور الأميركي والتحولات الإقليمية:
التحركات الأميركية الحالية، بقيادة إدارة ترامب، تعكس رغبة واضحة في إعادة ترتيب الأوراق الإقليمية بما يخدم مصالح واشنطن وحلفائها.
الضغط الأميركي على إيران ومحاولات تقليص نفوذها في المنطقة يمثلان محوراً أساسياً في هذه الاستراتيجية. ومن شأن هذا الضغط أن يعيد تشكيل موازين القوى في لبنان وسوريا والعراق وحتى اليمن. - انعكاسات هذه التحولات على لبنان:
لبنان قد يكون في قلب هذا “السلام الأميركي” الذي يُعاد رسمه. فالمسار المطروح يشمل:
انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات ضرورية.
إعادة هيكلة النظام السياسي بطريقة تضمن الاستقرار وتستعيد الثقة الدولية.
إطلاق مشاريع اقتصادية وتنموية من خلال التعاون الإقليمي. - حزب الله والمشهد الجديد:
وفق الرؤية المطروحة، هناك عوامل تدفع باتجاه تخلي حزب الله عن سلاحه بشكل تدريجي وطوعي:
الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب وإنهاء الذرائع المرتبطة بمزارع شبعا.
تراجع الدعم الإيراني نتيجة الضغوط الدولية.
تشكيل سلطة لبنانية جديدة تتجاوز النفوذ التقليدي للحزب.
تحول لبنان إلى بيئة منفتحة على السلام والتنمية الاقتصادية.
هذه الرؤية تفترض أن الحزب سيكون شريكاً في أي عملية تفاوضية لضمان تحقيق هذا الانتقال بسلاسة.
- الدور الروسي والإيراني في المعادلة الجديدة:
التفاهمات المحتملة بين ترامب وبوتين قد تعيد رسم النفوذ في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد سقوط النظام السوري، الذي قد يؤدي إلى تراجع روسيا وإيران في المنطقة.
هذه التحولات ستؤثر مباشرة على لبنان، الذي طالما كان ساحة لتقاطع النفوذ الإيراني والسوري. - الفرص والتحديات:
الفرص:
إمكانية الاستفادة من الزخم الدولي والإقليمي لإطلاق ورشة إصلاح شاملة تعيد بناء مؤسسات الدولة.
الدخول في شراكات اقتصادية مع دول الجوار تعزز الاستقرار الاقتصادي.
حل النزاعات الحدودية مع إسرائيل وسوريا بما يفتح المجال للتنمية في المناطق الجنوبية والشمالية.
التحديات:
الانقسامات السياسية الداخلية قد تعيق أي تقدم ملموس.
استمرار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، التي تضغط على الدولة والمواطنين.
الخوف من أن تتحول هذه الترتيبات إلى صفقات على حساب المصلحة الوطنية.
- السيناريوهات المحتملة:
السيناريو الإيجابي:
نجاح الجهود الدولية في فرض حلول شاملة تتضمن انتخاب رئيس جديد، تشكيل حكومة فعالة، وإطلاق مشاريع تنموية طويلة الأمد.
تعزيز الاستقرار من خلال تفاهمات سياسية داخلية وشراكات إقليمية ودولية.
انخراط جميع القوى السياسية، بما فيها حزب الله، في عملية التغيير.
السيناريو السلبي:
فشل التفاهمات الدولية في إحداث اختراق حقيقي بسبب استمرار الانقسامات الداخلية.
تصاعد التوترات الأمنية أو السياسية نتيجة تعثر الحلول.
تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، مما يدفع البلاد نحو مزيد من الانهيار.
لبنان أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء دولته والخروج من أزماته. التحديات كبيرة، ولكن الإرادة السياسية الداخلية والتفاعل الإيجابي مع الجهود الدولية قد يكونان مفتاح الحل. الأهم الآن هو تجاوز الخلافات الداخلية وتوحيد الصفوف لمواجهة هذه اللحظة المفصلية، والعمل على استغلال التحولات الإقليمية والدولية بما يخدم المصلحة الوطنية.
نأمل أن تشهد المرحلة المقبلة حلولاً تُخرج لبنان من نفق الأزمات، وتضعه على طريق الاستقرار والتنمية المستدامة.