المرحلة الانتقالية الأميركية وتأثيرها على إيران!

المرحلة الانتقالية الأميركية وتأثيرها على إيران!
كتبت الدكتورة ميراي زيادة ناشرة موقع topskynews.net:
تدخل الولايات المتحدة فترة انتقالية حساسة مع بداية الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، الذي وضع إيران وأزمة الشرق الأوسط على رأس أولوياته السياسية الخارجية.
تعكس هذه المرحلة مرحلة تصعيد محتملة تجاه إيران، خاصة في ضوء سياسة ترامب المتشددة التي تهدف إلى تقويض النفوذ الإقليمي لطهران.
المشهد الإيراني الداخلي
انقسامات داخل النظام الإيراني
التيار المتشدد (الحرس الثوري): يدفع باتجاه التصعيد وعدم التراجع، خوفًا من فقدان الدور الإقليمي المؤثر لإيران، مما قد يفتح الباب أمام الضغوط على الملف النووي الإيراني.
التيار المعتدل والإصلاحي: يرى أن الأوضاع الاقتصادية والعقوبات الخانقة، إلى جانب الخسائر الاستراتيجية في سوريا ولبنان وغزة، تتطلب مراجعة السياسات الإقليمية والتركيز على الداخل الإيراني.
أزمة اقتصادية متفاقمة:
العقوبات الاقتصادية أدت إلى تراجع كبير في الاقتصاد الإيراني، ما جعل إعادة بناء منظومتها الإقليمية مكلفة للغاية.
فقدان الممر البري الاستراتيجي عبر سوريا أثّر سلبًا على قدرتها اللوجستية والعسكرية.
التحديات الإقليمية الجديدة
تركيا كخصم صاعد:
الرئيس رجب طيب أردوغان استغل التحولات في المنطقة لتعزيز نفوذ تركيا، خاصة في سوريا وفلسطين، ما يُضعف النفوذ الإيراني.
حماس أصبحت أقرب إلى أنقرة بسبب الدعم التركي، ما يمثل ضربة للعلاقات التقليدية مع إيران.
تعزيز النفوذ التركي قد يؤثر على الساحة السنية في لبنان، مما يضعف وضع حزب الله.
الحوثيون واليمن:
تسعى إيران لتعزيز دور الحوثيين كأداة ضغط إقليمي، خصوصًا في ضوء تراجع أدوار حلفائها الآخرين في المنطقة.
حزب الله في لبنان:
تعمل إيران على إعادة إحياء حزب الله بعد الخسائر السياسية والعسكرية التي مني بها.
مخاوف من زيادة التحديات الاقتصادية والسياسية في لبنان، ما يهدد قدرة الحزب على الاستمرار كلاعب رئيسي.
الموقف الأميركي
ترامب يُظهر عزمًا على فرض المزيد من الضغوط الاقتصادية والعسكرية، كما ظهر في قراره بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار، ما يشير إلى إمكانية تصعيد العمليات العسكرية ضد حلفاء إيران.
التسريبات بشأن احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية تعزز هذه الفرضية.
الملف اللبناني
الانتخابات الرئاسية اللبنانية:
يُنظر إلى الانتخابات الرئاسية كجزء من إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة، وليس كمسألة داخلية بحتة.
الشروط السعودية:
إدارة صندوق إعادة الإعمار بشكل شفاف لمنع الفساد.
رفض سيطرة طرف سياسي معين على وزارات أساسية مثل المال والطاقة.
الموقف الأميركي:
التردد في التدخل المباشر بالملف الرئاسي اللبناني مع استمرار ضغوطها لتغيير موازين القوى داخل لبنان.
التصعيد الأمني المحتمل:
يُتوقع حدوث اضطرابات أمنية، خاصة في الجنوب اللبناني وعلى الحدود السورية، نتيجة اشتداد الصراعات الإقليمية.
فريق ترامب لإدارة الشرق الأوسط
الفريق الأميركي الجديد يضم شخصيات معروفة بولائها القوي لإسرائيل وسياساتها المتشددة تجاه إيران، منهم:
مسعد بولس – مستشار متخصص بالملف اللبناني.
ستيف ويتكوف – محامٍ مؤيد لإسرائيل ويتمتع بعلاقات قوية مع الخليج.
مايكل هاكابي – مرشح للسفارة الأميركية في إسرائيل، إنجيلي داعم للمستوطنات.
آدام بوهلر – مسؤول ملف الرهائن والمفاوضات، عمل على اتفاقيات إبراهيم.
إليز ستيفانيك – مرشحة لمنصب السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة.
موازين القوى الإقليمية
تركيا مقابل إيران:
الاقتصاد التركي أكثر قوة وحداثة، مما يمنح أنقرة ميزة على إيران التي تعاني من عقوبات مشددة.
الجيش التركي أكثر تطورًا، بالإضافة إلى مرونة أكبر في التعامل مع الدول العربية مقارنة بإيران.
الخليج العربي:
الدول الخليجية أكثر انفتاحًا على التعامل مع تركيا مقارنة بإيران، مما يساهم في تعزيز عزلة طهران.
الخلاصة:
إيران تواجه خيارات صعبة:
الاستمرار في سياسة التوسع الإقليمي رغم الأعباء الاقتصادية، أو الانكفاء والتركيز على الداخل لتخفيف الضغوط الخارجية.
تصاعد النفوذ التركي والسعودي يجعل من الصعب على إيران استعادة دورها الإقليمي بسهولة.
الولايات المتحدة تستعد لتصعيد المواجهة:
إدارة ترامب تستعد لفرض ضغوط اقتصادية وعسكرية إضافية، بالتوازي مع تعزيز قدرات إسرائيل في المنطقة.
لبنان نقطة اختبار حساسة:
الانتخابات الرئاسية في لبنان ستُدار بعناية دولية لمنع انزلاق الوضع إلى مزيد من الفوضى، مع استمرار ضغوط حزب الله على المحافظة على نفوذه.
التوتر الإقليمي مستمر:
احتمالات المواجهة العسكرية أو التصعيد السياسي تبقى قائمة، ما يزيد من أهمية المواقف الإقليمية والدولية في تحديد مستقبل الشرق الأوسط.