وهاب “يفجّرها”: الأسد طلب مني افتعال فتنة
وهاب “يفجّرها”: الأسد طلب مني افتعال فتنة
في تصريحات مثيرة للجدل، كشف رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب عن تفاصيل جديدة حول علاقاته السرية مع إسرائيل، مؤكداً أنه كان وسيطًا لنقل رسائل بين إسرائيل والرئيس السوري السابق بشار الأسد.
واعتبر وهاب أن “ليس هناك منتصر في الحرب السورية سوى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي في سوريا لم يحقق سوى مصلحة إسرائيل.
وقال وهاب في مقابلة حصرية مع قناة “الجديد” مساء امس الاحد، إن “الحرب السورية لم تكن إلا لعبة سياسية تهدف إلى تغيير الوضع في المنطقة لمصلحة القوى الدولية، ولم يكن هناك أي فائدة حقيقية للشعب السوري منها”. وأضاف أن “كل ما حدث في سوريا يصب في مصلحة إسرائيل في النهاية”.
ووفقًا لتصريحات وهاب، فقد لعب دور الوسيط بين إسرائيل والنظام السوري عبر طرف ثالث، حيث كان ينقل رسائل إسرائيلية إلى ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، في محاولة لدفع دمشق نحو الاعتراف بإسرائيل وإحلال السلام معها. وقال وهاب: “كنت أرسل رسائل من إسرائيل إلى سوريا عبر طرف غربي ثالث، وقد نقلت رسائل إلى ماهر الأسد لأن الغرب يعتبر أن بشار يكذب”.
وأكد وهاب أن سبب خلاف الأسد مع روسيا كان رفض الرئيس السوري الجلوس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما أثار غضب موسكو. وأضاف أن “المسؤولية عن الوضع الراهن في سوريا تقع بالكامل على عاتق بشار الأسد، بينما لا يعد شقيقه ماهر فاعلًا في اتخاذ القرارات السياسية”.
في جانب آخر من حديثه، تحدث وهاب عن الفساد المالي الذي كان يرافق حكم بشار الأسد، مؤكدًا أن “الأسد وحماته ومرتو كانوا يركبون النصب والابتزاز على الناس”.
وذهب وهاب إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن الأسد يمتلك ثروة ضخمة تقدر بثلاثة أضعاف ثروة إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، وأن “هذه الثروة تصل إلى حوالي 400 مليار دولار”.
وذكر وهاب أيضًا أن الأسد قد سحب 130 مليار دولار من خزائن الدولة خلال عشرة أيام فقط، تم نقلها عبر طائرات إلى روسيا. ووصف هذه الأفعال بأنها “سرقة علنية”، مؤكداً أن “الفساد في سوريا كان متجذرًا لدرجة أن حتى الأمور السياسية كانت تُدار من خلال النصب والاحتيال”.
وأضاف أن “معامل الكبتاغون في سوريا كانت غلطة كبيرة، وهي مسألة لا أخلاقية، لكن لم يكن هناك حل مع بشار”.
وتابع وهاب، أن بشار الأسد طلب منه في عام 2012 “افتعال مشكلة مع وليد جنبلاط في الجبل”، وهو ما رفضه بشدة قائلاً: “رفضت الدخول في فتنة”.
كما تحدث عن مغادرة بشار وماهر الأسد سوريا في نفس الطائرة، مؤكداً أن “الرجلين حالياً في روسيا”، معتبراً أن سوريا دخلت في مرحلة جديدة من الصراع بعد خروج الأسد من الحكم.
وفي تعليق على الأوضاع الإقليمية، قال وهاب إن “المحور الذي كان يدعمه بشار الأسد انتهى مع اغتيال قاسم سليماني وحسن نصر الله”، وتساءل “من يصدق الآن وجود محور؟”، مشيرًا إلى أن “الأمة لا تريد الحرب، وإذا سألوني: فلنذهب إلى السلام مع إسرائيل”.
وأضاف، “أنصح الشيعة في لبنان وسوريا بالتطبيع مع إسرائيل، فالحلول تأتي من السلام وليس من الاستمرار في الصراع”.
وذهب وهاب إلى أبعد من ذلك، حين قال: “حلنّا نعيش مرتاحين إذا قمنا بالتطبيع مع إسرائيل. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها جميعًا”. وانتقد وهاب بعض مواقف الأطراف السياسية في لبنان التي لا تزال تأمل في الاستمرار بالمقاومة ضد إسرائيل، معتبرًا أن تلك الأطراف “تعيش في وهم” ولا تعي حقيقة التحولات الدولية والإقليمية.