ما هي الأهمية الاستراتيجية لمدينة حمص في الصراع السوري؟

ما هي الأهمية الاستراتيجية لمدينة حمض في الصراع السوري؟
مدينة حمص تظل في قلب الصراع السوري، حيث أنها تمثل نقطة استراتيجية تفصل بين الشمال والجنوب السوري، وبين دمشق والساحل. على مدار الصراع، كانت حمص مسرحًا للعديد من المعارك الحاسمة التي أثرت بشكل مباشر على مسار الحرب، كما أنها كانت إحدى أولى المدن التي شهدت احتجاجات ضد الحكومة السورية في عام 2011.
الأهمية الاستراتيجية لحمص:
موقعها الجغرافي:
حمص تقع على طريق الإمدادات الرئيسي بين دمشق والساحل السوري، مما يجعلها مفتاحًا للسيطرة على البلاد.
وجودها قرب الحدود اللبنانية يضيف أهمية إضافية، حيث تشكل منطقة عبور للإمدادات والموارد بين سوريا ولبنان.
المعركة على القصير:
في 2013، شهدت المدينة معركة كبيرة بمشاركة قوات “حزب الله”، التي ساعدت في استعادة السيطرة عليها لصالح النظام السوري.
هذه المعركة كانت نقطة تحول كبيرة في مسار الحرب، حيث عززت وجود النظام في المنطقة الوسطى.
الوضع الحالي:
في ديسمبر 2024، تتقدم فصائل المعارضة السورية في الشمال والجنوب السوري، مما يزيد من الضغط على قوات النظام في حمص.
السيطرة على حمص تعني عمليًا عزل دمشق عن الساحل، مما يشكل تهديدًا وجوديًا للنظام.
التأثير على لبنان:
الحدود اللبنانية:
أي سيطرة للمعارضة على حمص تعني فتح خطوط تماس مباشرة مع شمال لبنان والبقاع.
هذا قد يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين السوريين إلى لبنان، مما يزيد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية.
“حزب الله”:
سيطرة المعارضة على حمص والقصير تعني قطع طرق الإمدادات لـ”حزب الله” بين سوريا ولبنان.
كما أن تداعيات هذه المعركة قد تؤثر على دوره العسكري في الداخل اللبناني.
القرارات الدولية:
في حال فقدان النظام لحمص، قد يتم تسريع تنفيذ قرارات مثل 1559 و1680، التي تطالب بنزع سلاح الميليشيات المسلحة في لبنان.
معركة حمص ليست مجرد صراع محلي، بل هي مواجهة سترسم معالم الشرق الأوسط في المستقبل القريب. تداعياتها لن تقتصر على سوريا، بل ستتجاوزها إلى لبنان ودول الجوار، مما يعيد تشكيل الخرائط السياسية والجغرافية للمنطقة