جعجع من معراب: على الحزب تفكيك بنيته العسكرية الكاملة في بضع أسابيع!
أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “حزب الله” ارتكب جريمة كبرى بحق كل اللبنانيين في العام الماضي، ولا سيما في حق اهالي الجنوب والضاحية والبقاع. ورأى انه بعد اقرار مجلس الوزراء اتفاق وقف اطلاق الناربات السلاح بيد حزب الله غير شرعي باعتراف الجميع، وبالتالي انتفت معادلة
“جيش شعب مقاومة”.
جعجع تحدث عقب ترؤسه اجتماعا استثنائيا عقده تكتل “الجمهورية القوية” والهيئة التنفيذيّة في معراب، لمناقشة اتفاق وقف اطلاق النار والذي استُهلبالوقوف دقيقة صمت عن ارواح الضحايا.
واذ ابدى تعاطفه الكامل مع العائلات التي فقدت احد افرادها او عددا منهمومع الجرحى وكل من خسر منزلا او ارضا، وهم كثيرون، والتعاطف مع مناُجبر على ترك منزله والتوجه الى مكان آخر داخل لبنان، لفت جعجع الى ان”هذا التعاطف ليس من باب الواجبات البروتوكولية بل هو تعاطف جدي، خلافالما يعتقده البعض”، مذكّرا بأن “القوات اللبنانية” كانت من أكثر من حاول توفيرهذه الكلفة الباهظة البشرية والمادية على اللبنانيين.
وقال: “منذ نيّف وسنة لم نهدأ وحاولنا بكل بما لدينا من قوة سياسية وقانونية اذكنا نستشرف توجّه الامور، ولكن للاسف هناك من اصر حتى اللحظة الاخيرةعلى جر لبنان نحو هذا الوضع. نتحدث ليس لفتح السجلات او المحاسبة، وهذاليس اسلوبنا، الا ان هناك بعض النقاط التي يجب التوقف عندها لأخذ العبر،ولا سيما ان هناك اكثر من 4000 قتيل ونحو 20000 جريح وقرابة 100 الفوحدة سكنية مدمّرة كليا او جزئيا، فضلا عن مليون شخص هُجّر داخل بلدهوانتقل الى مناطق اخرى. وبالتالي من المسؤول عن هذا الموضوع؟ ان الفريقالآخر يحمّل دائما العدو المسؤولية، هذا امر صحيح، ولكن ما هي الخطواتالتي اوصلت البلد الى هنا؟ ومن قام بها؟”.
وتوقّف جعجع عند القضية الفلسطينية، معيدا التأكيد في هذا الاتجاه بأنه “لايمكن لأي طرف ان يزايد على غيره من اللبنانيين حول احقيتها، فجميعاللبنانيين مع هذه القضية.
“رئيس القوات” الذي اشار الى ان “فريقا من اللبنانيين كان لديه اشكالات معبعض الفلسطينيين وها هو اليوم من ابرز الفرقاء الذي يؤيد هذه القضية، مايجب مقاربته بايجابية”، اعرب عن “تأييد “القوات” للقضية الفلسطينية، رغم كلالنزاعات المسلحة باعتبار انها قضية حق”.
اضاف: “النقطة الاساسية هي ان نعي ما يجب القيام به كبلد، في ظل وضعهوحجمه واقتصاده، بغية خدمة القضية الفلسطينية، نحن نعرف حدود اللعبةوحدود لبنان وقدراته. هذه القضية “مش عالهوارة” ولا مجرد خطابات بل قضيةجدية، فهل واقع لبنان يسمح له بمعالجة معضلة هذه القضية؟ حبذا لو كان لديهالقدرة على حلّها لكنا قمنا بذلك في الامس قبل اليوم، الا ان زج بلدنا في كلمرة، في آتون أكبر منه، باسم القضية الفلسطينية والمتاجرة بها، هو كارثةحقيقية والدليل ما حصل منذ سنة حتى اليوم.
ورأى ان “”حزب الله” اعلن “حرب الاسناد” ولكن اسفرت نتيجتها عن تدميرغزة كليا، مع استمرار الحرب فيها، وتدمير لبنان، اي انها لم تفد غزة بشيءوخرّبت لبنان، وبالتالي كل الكلام والخطابات كانت للاستهلاك المحلي والعربيومحاولة لخدمة قضية اخرى على حساب لبنان.”.
وتطرق الى مسألة “وحدة الساحات” قائلا:””طبلونا” بهذه المسألة، وتناولهابعض الصحافيين المقربين من “الحزب” الذين زعموا انه اذا اقتربت اسرائيلللنيل منه “رح تتطّربق المنطقة”، وفي الواقع شهدنا احداثا كثيرة في المنطقةو”طربقت الدني” على “حزب الله” ولبنان واللبنانيين، ولم نرَ لا ساحات ولاوحدة ساحات، إن من سوريا او من العراق وايران، سوى بعض الصواريخ اوالمسيّرات، التي قد تكون أطلقت “بالغلط”، اذ انها لم تُحقق هدفا ولم تترك ايأثر. وتبين ان “وحدة الساحات” وُجدت فقط في لبنان، فشملت وحدة الضاحيةوالجنوب والبقاع وبعض المناطق اللبنانية الاخرى، وبالتالي ثبُت من جديد ان”وحدة الساحات” هي نظرية “خنفشارية” لا وجود لها على ارض الواقع”.
اما عن “حرب الإسناد”، فعلّق جعجع، قائلا: “في 8 تشرين الاول 2023، اعلن”حزب الله” حرب الاسناد ضد اسرائيل، ولكن من كلّفه؟ وبأي حق يعلن حربافيما لم يكن هناك حينها من تعدّيات على حدودنا؟ وقد اعترف بعض قيادات”الحزب” بفتح هذه الجبهة من لبنان. فكيف قام بهذه الخطوة وهو لا يتمتّع بأيسلطة شرعية كما انه ليس حكومة او مجلس نواب او الجيش اللبناني، علما اناكثرية اللبنانيين رفضوا هذه الحرب وعبّروا عن مواقفهم كل على طريقته، منهممن المعارضة ومنهم لم يكونوا يوما من ضمنها، ولكن لم يبدِ “حزب الله” أياهتمام لهذه المواقف. “الحزب” “اغتصب” جميع اللبنانيين، وعذرا على التعبير،بفتح هذه الحرب بهذا الشكل، في الوقت الذي ينادي بالتضامن الوطني فقطعندما يريده ليستفيد منه”.
ولفت جعجع الى انه “ومنذ بدء “حرب الاسناد” حضر عدد كبير من الموفدينالأجانب وكبار الوزراء، ومنهم من تعددت زياراتهم، بهدف اقناع “حزب الله” بإيقاف الحرب وتطبيق القرار 1701، ومن بينهم الموفد الاميركي آموسهوكستين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وحينها كان المطروح تطبيق”القرار 1701 minus” حيث عرض هوكستين التراجع من 7 الى 8 كلم وليساكثر، الا ان “الحزب” رفض التراجع كما تطبيق القرار الدولي، وفي نهايةالمطاف ها هو يقبل اليوم بتطبيق القرار 1701 مع امور اضافية، بعد ان تسبببدمار البلد”.
واذ ذكّر بـ””لقاء معراب1″ في 27 نيسان 2024، والذي تمحور حول ضرورةتطبيق القرار 1701، وكانت النتيجة تخوين المشاركين به”، اعتبر جعجع ان”جماعة الممانعة “مش ظابطة” معهن من كل جوانب عملهم الاستراتيجيةوالعسكرية والامنية، الا انهم نجحوا فقط في الاعلام، كما هي الحالة اليوم”منتصرين بالاعلام””.
وذكّر جعجع بتصريح له في 25 تشرين الاول 2023، اي بعد مرور 13 يوماعلى بدء الحرب، دعا فيه السلطة اللبنانية الى نشر الجيش اللبناني في الجنوبوانسحاب المسلحين واسترداد قرار الحرب والسلم ووجوب اتخاذ الحكومةالترتيبات اللازمة لاخراج لبنان الرسمي من هذا الوضع وتطبيق القرار 1701،ولكن ما من مجيب.
وشدد “رئيس القوات” على “ضرورة توصيف الامور بصراحة، فـ”حزب الله” ارتكب جريمة كبرى بحق جميع اللبنانيين في العام الماضي، وخصوصا فيحق اهالي الجنوب والضاحية والبقاع”، آسفا لاننا “رغم كل ما حدث، ما زلنانسمع على لسان بعض نواب “الحزب” خرافات واقاويل واكاذيب”.
وبعدما توقّف عند ما صرّح به أحد النواب لجهة “ان المقاومة لحظها اتفاقالطائف وقد وضعها من ثم في الاطار الانساني”، ردّ جعجع: “هل دول العالمكلها في هذه الحال لا تؤمن بالحق الانساني لأن لا احزاب مسلحة فيها ولاميليشات خارج الدولة؟ ألا يستقيم الحق الانساني الا في ظل وجود الميليشاتخارج الدولة؟ هذا منطق ليس كالمنطق. أذكّر من كان يتكلم بالامس على “اتفاقالطائف” بالبند الثاني منه والذي يشير الى بسط سيادة الدولة اللبنانية علىكامل الاراضي اللبنانية”.
جعجع الذي فنّد بنود وثيقة الوفاق الوطني، ولا سيما المتعلقة بحل جميعالميليشات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم اسلحتها للدولة، سأل: “في اي بند منهذه البنود ذُكرت “المقاومة”، او “حزب الله”؟ وبالتالي نحن مضطرون للعودةالى هذه الامور وشرحها على خلفية الغش والتضليل والكذب امام الرأي العام.”
وبالعودة الى الوضع الحالي، رأى جعجع ان “لبنان قام بترتيبات ملحقة بالقرار1701 وأُقرت في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بعدما أخذ علما بها ووافق علىمضمونها، مع الاشارة الى ان هذه الحكومة تضم وزراء لحزب الله، ويمكنتسميتها “حكومة حزب الله”.
وآثر جعجع “تلاوة القرار الكامل الصادر عن مجلس الوزراء ليُطلع عليه جميعاللبنانيين، منعا لمحاولات التضليل والكذب عليهم، “وقفوا تكذبوا على اللبنانييوخصوصا على جماعتكن كرمال يللي ماتوا””.
كما توقف عند بعض الترتيبات المرفقة بالقرار وهي جزء من الاتفاقية الجديدةالتي صدرت بالأمس ببيان مشترك من الولايات المتحدة وفرنسا، وهي تعتبرجزءًا لا يتجزأ من هذا القرار بعد أن أخذ مجلس الوزراء علمًا بها.
واوضح انها تشير الى ان القوات المسلحة اللبنانية، أي الجيش اللبناني وقوىالأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولةوالجمارك اللبنانية وحتى الشرطة البلدية، هي الجهة الوحيدة التي يحق لهاحمل السلاح، فضلا عن اعتراف اسرائيل ولبنان بأهمية القرار 1701 والعملعلى تطبيقه، والتنفيذ الكامل للقرارات السابقة لمجلس الامن، اي القرارين1559 1680، ومنح حكومة لبنان القوى العسكرية والامنية الرسمية سلطةمراقبة اي دخول غير مصرح به للاسلحة والمواد ذات الصلة الى لبنان، الىجانب ضبط الحدود والمعابر الشرعية وغير الشرعية وتفكيك البنى التحتيةللحزب في المناطق اللبنانية كلها.
واذ أكد جعجع ان “مجلس الوزراء بموافقته على الترتيبات المرفقة بالاتفاقاعترف بأنها جزء لا يتجزأ من القرار 1701 واصبح على عاتقه تطبيق هذاالقرار بكامل مندرجاته”، شدد على ان “مسألة عدم دخول الاسلحة الى لبنانتعني الى الاراضي اللبنانية كافة وليس فقط الى الجنوب، وبالتالي مقولة انالقرار 1701 يخص الجنوب فقط غير صحيحة. ولفت الى انه “بات من المفترضأن يجلس “حزب الله” مع الجيش اللبناني او من تعينه الحكومة او وزير الدفاعلوضع خطة من اجل تفكيك كل البنى التحتية العسكرية في الجنوب او فيالضاحية الجنوبية أو في البقاع أو أي مكان آخر، على ان يقرر “الحزب” بعدها اذا كان يريد اعادتها الى ايران او اعطاءها للجيش اللبناني، كما فعلت”القوات اللبنانية” عندما سلّمت سلاحها، “ما حدا احسن من حدا بهل بلدوكلنا متساويين””.
اضاف: انتم اقررتم هذا الاتفاق وما زلتم تنادون بمعادلة “جيش شعبمقاومة”، فيما فعليا “باتت غير موجودة على اثر هذا القرار باعتبار ان السلاحبيد “حزب الله” اصبح غير شرعي، باعتراف الجميع. على جماعة “الحزب” انيكونوا صادقين ومنسجمين مع انفسهم، فهم من وافقوا عليه، ان كان تحتالضغط العسكري او من دونه، ولكنهم وافقوا. الحكومة حكومتهم ولهم اكثريةموصوفة فيها وقد وافق وزراؤهم على هذا القرار وبالتالي بات عليهم تنفيذه. فعلاً عندما ينعدم المنطق والصدق والاستقامة ينعدم كل شيء.”.
اما في ما يتعلّق بالحكومة، فاشار جعجع الى انه “يتوجب على وزرائها ادراكانهم وافقوا على الاتفاق، وعليهم متابعة كيفية تطبيقه، وبالاخص رئيس الحكومةووزيرا الدفاع والداخلية، المعنيون مباشرة، كما المطلوب منهم المتابعة مع قائدالجيش للإطلاع على سير التطبيق بدءا من الجنوب وصولا الى كل المناطق”،مشددا على ان “هذا الاتفاق وافق عليه لبنان و”ما فينا نمرمغ اسمو بالوحل” ولم يعد باستطاعة الدولة “الزعبرة” كما اعتادت ان تفعل على الطريقةاللبنانية”.
والى النواب، توجّه جعجع قائلا: “من المفترض ان تمارسوا عملكم الرقابي علىالحكومة، بعدما بات الاتفاق موجودا مع الجميع، لذا عليكم القيام بمهماتكمومتابعة تنفيذه. فانتم تمثلون مصالح الناس ومستقبل اولادهم. كل نائب فيهذا المجلس مسؤول عما وصلنا اليه، في مكان ما، باستثناء من رفع الصوتسابقا، من هنا يتوجب عليه الاطلاع على هذا الاتفاق ومحاسبة الحكومة بشكليومي في حال التقصير. “
كما توجّه الى من يدعي ان الجيش اللبناني لا يتمتع بالقدرة على ادارة الامورالعسكرية، بالقول: “ليش انتو طلع منكن شي؟ شفنا شو كانت النتيجة”.
ولمن يتحدث عن الاختراقات الاسرائيلية بعد سريان الاتفاق، رد جعجع: “هذهالامور ليست من شأنكم بل من مهمات الحكومة، وهي من تقوم بالمطلوب. فاذاكنتم لا تريدون الاعتراف بالدولة “قولوها صراحة، تنعرف شو بدنا نعمل””.
جعجع الذي أكد ان ما من امكان للعودة الى ما قبل 7 تشرين ولا نقبل بالرجوعاصلا الى تلك الوضعية، اعتبر ان هذه المرحلة قد ولّت مع الحرب.
وتوقف عند الملحق بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية والذي بات معلومالدى الجميع، وقال: “سمعنا في الامس احد نواب “حزب الله” يرفض الاعترافبهذا الملحق، علما انه قبل بالاتفاق الذي كانت الولايات المتحدة الوسيط للوصولاليه وهي ترأس لجنة الرقابة الدولية، فكيف لا يعترف به؟ وان اعترف او لا بهذاالملحق ولكنه بات موجودا وقد قبِلَ به ضمنا بمجرد انه وافق على الاتفاق كونهمرتبطا بالمفاوض”.
وتابع: “ساتوقف عند بندين من هذا الملحق: الاول يتعلق بأن اسرائيل والولاياتالمتحدة تعتزمان تبادل معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بالانتهاكات، بمافي ذلك اي اختراق في صفوف الجيش اللبناني، بينما البند الثاني يشير الىالسماح لاسرائيل بتنفيذ طلعات جوية لاغراض استخباراتية ومراقبة واستطلاعفقط، تُنفَذ بطريقة لا تكون بالعين المجردة ومن دون خرق لحاجز الصوت. هذاالكلام يعني ان طلعات اسرائيل الجوية كانت تعتبر في السابق اختراقا للقرار1701 اما اليوم فقد اعطاها هذا الملحق الشرعية. وبالتالي هذه نتيجة عمل”حزب الله” و”حرب الاسناد”.
وسئل عن الضمانة في تطبيق حزب الله لهذا الاتفاق، اجاب: “تختلف الظروفاليوم تماما عن العام 2006 ، حينها كان المفاوض رئيس الحكومة فؤاد السنيورةوكانت تعد الحكومة حكومة 14 اذار، فيما اليوم المفاوض هو الرئيس نبيه برينيابة عن حزب الله، اي ان “حزب الله” هو من فاوض، كما ان الحكومة التياقرت هذا الاتفاق تعتبر حكومة “الحزب” وليس حكومة 14 اذار. وفي حال تهربمن التطبيق، نحن وبقية اللبنانيين موجودون ولن ندعهم يتحكمون بمصيرنا بهذاالشكل”.
وردا على سؤال عن الملف الرئاسي بعد دعوة الرئيس بري الى جلسة، كشفجعجع ان “المشاورات العريضة ستبدا مع الفرقاء في المعارضة والاصدقاء كمامع اصحاب الراي الآخر لامكانية التفاهم على اسم او اسمين نذهب بهما الىمجلس النواب، واذا لم نتفاهم نذهب الى جلسة انتخابية عادية”.