خاص: ما هو الشرق الأوسط الذي يريده نتانياهو؟وهل تريد اسرائيل احتلال أراضٍ لبنانية؟
علي محيدلي- يُشير مصطلح “الشرق الأوسط الجديد” الذي يتحدث عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يتوافق مع المصالح الإسرائيلية. تتضمن هذه الرؤية عدة محاور رئيسية:
1. توسيع النفوذ الإسرائيلي: يسعى نتنياهو إلى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، مثل الضفة الغربية وقطاع غزة، ودمجها ضمن حدود الدولة الإسرائيلية، متجاهلاً الحقوق الفلسطينية. هذا التوجه يعكس طموحات تاريخية لإسرائيل في توسيع سيطرتها الجغرافية.
2. تطبيع العلاقات مع الدول العربية: يعمل نتنياهو على بناء تحالفات جديدة مع دول عربية من خلال اتفاقيات سلام وتطبيع، بهدف تعزيز موقع إسرائيل في المنطقة. خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2024، عرض نتنياهو خريطة تُظهر دولًا عربية ترتبط باتفاقيات سلام مع إسرائيل، مثل مصر، السودان، الإمارات، السعودية، البحرين، والأردن.
3. مواجهة النفوذ الإيراني: تعتبر إسرائيل إيران تهديدًا رئيسيًا في المنطقة. لذلك، تسعى ضمن رؤيتها للشرق الأوسط الجديد إلى تقليص النفوذ الإيراني ومواجهة حلفائها، مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، بهدف تحقيق استقرار يتماشى مع المصالح الإسرائيلية.
4. إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية: تتضمن رؤية نتنياهو إعادة تشكيل الخريطة السياسية للشرق الأوسط، بحيث تصبح إسرائيل مركزًا للتحالفات الإقليمية، مع تهميش القضية الفلسطينية. هذا ما ظهر في الخريطة التي عرضها نتنياهو، والتي لم تشر إلى وجود دولة فلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الرؤية تواجه انتقادات واسعة، حيث يعتبرها العديد من المحللين تهديدًا للأمن الإقليمي وقد تؤدي إلى مزيد من التوترات مع الدول المجاورة. كما أن تجاهل الحقوق الفلسطينية في هذه الرؤية يُعد عقبة رئيسية أمام تحقيق سلام دائم في المنطقة.
هل فعلاً يريد العدو الاسرائيلي احتلال أراضي لبنانية وتحويلها الى اراضي اسرائيل؟
نعم، هناك دلائل تاريخية ومعاصرة تشير إلى أن إسرائيل تسعى إلى السيطرة على أراضٍ لبنانية ودمجها ضمن حدودها. من أبرز هذه المناطق مزارع شبعا وتلال كفر شوبا، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 وتعتبرها جزءًا من مرتفعات الجولان المحتلة، بينما يؤكد لبنان سيادته عليها.
بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن إسرائيل لديها أطماع في ثروات لبنان المائية والنفطية. على سبيل المثال، حذر السياسي اللبناني ريمون إده في سبعينيات القرن الماضي من نية إسرائيل السيطرة على مياه نهر الليطاني ومصادر مائية لبنانية أخرى.
في السياق الحالي، أفاد باحثون في الشؤون الدولية بأن إسرائيل تسعى إلى إقامة مستوطنات في الجنوب اللبناني، مما يعكس نواياها التوسعية في المنطقة.
هذه المعطيات تعزز المخاوف من أن إسرائيل تسعى إلى احتلال أراضٍ لبنانية ودمجها ضمن حدودها، مما يشكل تهديدًا لسيادة لبنان واستقراره.