اهم الاخبارمحليات

كيف تؤثر الحرب على نفسية الأطفال والكبار؟هكذا ما علينا القيام به!

تشكّل الحروب صدمات نفسية لدى المجتمعات اضافةً الى المشاكل الاقتصادية والسياسية التي ترافقها.

أجرى موقع topskynews مقابلة سريعة مع آمنة شبّو، الاختصاصية في علم النفس العيادي.


كيف تؤثر الحرب على نفسية الطفل؟

جميع الافراد في الحرب تتأثر ولكن من أكثر الفئات تأثراً هم الأطفال وذلك يعود لأسباب عديدة منها فقد قدرتهم على التعامل مع الظروف وفهم ماذا يحصل بشكل واضح فيكون لديهم تهيئات وتفسيرات حجمها اكبر من الواقع، عدم معرفتهم كيفية التعبير عن مشاعرهم، الفقد الذي يتعرضون له وهنا لا نتكلم فقط عن فقد الموت ولكن فقد المكان، المدرسة، الروتين الطبيعي…
فيكون لهذه التغيرات في حياة الطفل تأثيرات سلبية عديدة منها:

  • يلاحظ بشكل متكرر وجود مشاعر عدم الأمان وشعورهم بالعجز
  • ⁠القلق من المستقبل والخوف من التغيير ويمكن ملاحظة هذا في الجلسات الجماعية إذ أول رد فعل من الأطفال الرفض وطلب ممارسة لعبة قديمة
  • ⁠تدني تقدير الذات ويتجلّى هذا في صورة الخوف من الإفصاح الذاتي والصعوبة في التعبير عن آرائهم ومكنوناتهم ويمكن ملاحظة هذه المظاهر في المجموعة عندما يكرر الأطفال الكلمة او الحركة التي قام بها احدهم
  • ⁠الغضب وزيادة مستوى العدوانية حيث تظهر بشكل ملحوظ بين الأخوة او الأصدقاء… وهذا ما شاهدته مؤخراً في مدارس الإيواء بشكل جداً لافت وملحوظ
  • ⁠تشوه صورة العالم فيصبح لديهم فكرة سائدة عن العالم بأنه مصدر الأحداث الشريرة والعدائية، مما يؤثر هذا على المدى الطويل اذ لم تتغير هذه الرؤية لديه…
  • ⁠تدّني القدرة على التركيز والتذكر والانتباه وهذا بدورك يحدّ من القدرة على التعلم
  • ⁠رهاب وخوف مرضي من الأشخاص او الأشياء التي ترافق وجودها أثناء الحدث مثل صافرات الانذار، سيارات الاسعاف، صوت الدراجات النارية، الاصوات المرتفعة بسبب جدارات الصوت والقصف
  • ⁠اضطرابات النوم وتكرار الاحلام المؤلمة
  • ⁠تظهر لدى الاطفال اضطرابات نفسية بسبب الحروب والعنف مثل اضطراب ما بعد الصدمة وهناك عدة عوامل مؤثرة في ظهور هذا الاضطراب

كيف يجب على الأهل التعامل مع الطفل خلال الحرب؟

الأهل دورهم جداً مهم في هذه المرحلة فعلى الرغم من ضغوطاتهم ومخاوفهم الكبيرة تجاه كل ما يخصهم ويخص اطفالهم ومستقبلهم الا ان في هذه المرحلة تتطلب الكثير من الصبر والقوة لديهم وفصل كل ما يجري عن ولدهم وسلوكياته وتقديم الدعم له قدر المستطاع للتخفيف من حدة التأثيرات السلبية التي قد تصبح مع الطفل، فعليهم:

  • شرح الأحداث للطفل بأسلوب مبسّط بعيد من الكذب والتهويل لمساعدتهم لإستيعاب ما حدث.
  • ⁠طمأنة الطّفل بشكل مستمرّ (نحن الآن بخير، بأمان…)
  • ⁠الإجابة على تساؤلات الطّفل بصدق وبساطة لتخفيف القلق.
  • ⁠تجنّب مشاهدة الأخبار أمام الطّفل.
  • ⁠تخصيص وقت للّعب معه والتّركيز على النّشاطات الحركيّة.
  • ⁠المحافظة على روتين الطّفل الطّبيعيّ قدر الإمكان ما يجعله يشعر بالأمان والسيطرة.
  • ⁠السّماح للطفل بالتّعبير عن مشاعره إن كان: بالبكاء، الحزن، الرّسم، الكلام… وأره انك تستمع له.
  • ⁠التقليل من الابتعاد الغير ضروري عنهم.
  • ⁠السيطرة على ردات الفعل أمامهم قدر الامكان وابق هادئاً.
  • ⁠تفهّم الطفل في حال ظهرت عليه بعض ردات الفعل مثل الانطواء، القلق، الخوف، التبول اللاإرادي، العدوانية والغضب…
  • ⁠عدم التهاون مع الأولاد اذا اظهروا افكار أو سلوكيات انتحارية.
  • ⁠عدم اجبارهم على التحدّث عن الحدث الصادم او مناقشته قبل ان يكونوا مستعدّين لذلك.
  • ⁠لا تتحدّث عن تفاصيل مخيفة.
  • ⁠الطمأنة والاحتضان بشكل مستمرّ
  • ⁠التواصل المستمر مع الأطفال حول التحدث معهم حول مخاوفهم وتفسيرها من قبل الاهل بطريقة بسيطة حسب عمر الطفل.
  • ⁠تكليف الطفل بأعمال ومهام صغيرة مما يشغله عن الوضع ويشعره بالكفاءة والثقة بالنفس.
  • ⁠طلب المساعدة من المتخصصين في حال ظهرت على الطفل اعراض مستمرة نفسية وتغيرات سلوكية غريبة ومتكررة ( يعاني من نوبات قلق مستمرة، يبكي بشكل متواصل، يعبر عن افكار انتحارية، يظهر ردّات فعل ضائقة شديدة، صعوبة في الاندماج واللعب مع اقرانه، الغضب المستمر ، مشاكل في الأكل والنوم بشكل تكراري، فقدان الاهتمام بالأنشطة الاجتماعيّة، انطواء، عوارض جسدية واوجاع مبهمة…).

كيف يتم اخراج الطفل من صدمة الحرب ومشاهد الدمار؟

في مثل هذه الظروف تولّد لدى الأطفال مشكلات نفسيّة وحتى ردات فعل طبيعية ومتوقعة جراء ما تعرّضوا له من مشاهد عنف ودمار واصوات القصف، مما يستوجب التدخل وفق آليات محددة من خلال الدعم من الاهل والمجتمع مما يساعد الاطفال في اعادة الاحساس بالأمان، و الدعم النفسي الذي يتمثل في مساعدتهم لفهم الحدث الضاغط بشكل أفضل وإمدادههم بمصادر وأساليب التكيف مع الضغوط. وقد يكون الدعم بمشاركتهم وجدانياً ومساعدتهم على التنفسي الانفعالي عبر تعليم الاطفال مهارات إدارة التوتر والخوف مثل تقنيات التنفس او الرسم للتعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية وغير مؤذية، و بتقديم المعلومات ومساعدتهم على اعادة تنظيم افكارهم وهو ما يمكنّهم من التخفيف التدريجي من الآثار السلبية للحرب وما خلفته من أعراض نفسية سواء من الناحية الفكرية أو الوجدانية أو الجسميّة.

كيف ستؤثر الحرب على نفسية من هم فوق ١٨ عام؟

كما ذكرنا سابقاً ان كل الأفراد وعلى مختلف الفئات العمرية في الحرب تتأثر جسدياً، فكرياً، عاطفياً، سلوكياً…
الشباب والبالغون قد يعانون من مشاعر القلق والتوتر المفرط بشأن المستقبل وهذا ما نشهده حالياً ايضاً الحيرة عند البعض في اخذ قرار الهجرة او البقاء فهذا المستقبل المجهول يولّد مشاعر قلق كبيرة، الخوف من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي يضع ضغوطاً كبيرة ايضاً عليهم.
يمكن ان تظهر اعراض الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، وحتى اضطرابات النوم مثل الارق او الكوابيس المتكررة وتزداد اضطرابات الطعام زيادة او نقص في الشهية (حيث نلاحظ زيادة في تناول السكريات على وجه الخصوص)، زيادة في تأثيرات على العلاقات الشخصية بسبب الضغوط المتزايدة نلاحظ تزايد في حدة الصراعات الشخصية مع العائلة، الاصدقاء

ماذا يقول الطب النفسي عن الحالة التي يعيشها اللبنانيون ليلاً؟

القصف الليلي يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للأفراد، حيث أن الليل يرتبط عادةً بالهدوء والراحة، لكن عندما يتعرض الشخص للقصف أو التهديدات العسكرية خلال الليل، يمكن أن تتفاقم تأثيراته النفسية بشكل أكبر ويكون عرضة اكثر لظهور الاضطرابات النفسية( نوبات الهلع واضطرابات النوم…) فالجهاز العصبي يكون بحالة تأهب لان دماغنا تعوّد ان في هذا الوقت يوجد عنف، قصف فهو دائماً متيقظ وينعكس هذا على جسمنا وردات فعلنا… وهذا ما نشهده حالياً عند الشعب اللبناني، واكثر ما يتداولوه ” كنا نسمع في غزة : لا نحب ان يأتي الليل، اننا نخاف من الليل، ولكن الآن نعيش ونشعر بهذه الكلمات” فهناك بعض التأثيرات النفسية الشائعة خلال القصف الليلي

  • زيادة القلق والخوف:
    القصف الليلي يعزز من مشاعر القلق والخوف، حيث يكون الناس في وضع أكثر عرضة للشعور بالخطر أثناء النوم أو الاستعداد للنوم. الظلام يزيد من صعوبة رؤية الأحداث بشكل واضح، مما يفاقم الشعور بالضعف والخوف من المجهول.
  • اضطرابات النوم:
    يعاني الكثير من الأشخاص من اضطرابات النوم خلال القصف الليلي، بما في ذلك الأرق، الصعوبة في الاستغراق في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر. قد يتسبب الصوت العالي للانفجارات والقلق المرتبط بالخوف في حرمان الشخص من الراحة، مما يؤدي إلى الإرهاق الجسدي والعقلي.
  • الكوابيس والذعر الليلي:
    حتى بعد انتهاء القصف، يمكن أن يتعرض الأفراد للكوابيس والذعر الليلي نتيجة التوتر المستمر والخوف المرتبط بالصوت العالي والعنف. هذه الأحلام المرعبة قد تؤدي إلى زيادة مشاعر العزلة والقلق.
  • الشعور بالعزلة:
    في الليل، قد يشعر الأفراد بأنهم أكثر عزلة وهشاشة، خاصة إذا كانوا بعيدين عن عائلاتهم أو لا يستطيعون التواصل مع الآخرين. هذا الشعور بالعزلة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم القلق والحزن.
  • الضغط النفسي المستمر:
    القصف الليلي يمكن أن يؤدي إلى إجهاد نفسي مستمر، حيث يظل الأشخاص في حالة تأهب دائم خوفًا من حدوث هجوم آخر. هذا يؤدي إلى استنزاف الطاقة العقلية والجسدية، ويزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • التأثير على الأطفال:
    بالنسبة للأطفال، القصف الليلي يمكن أن يكون مروعًا بشكل خاص. الأطفال قد يعبرون عن خوفهم من خلال البكاء، التمسك بالوالدين، أو حتى التبول اللاإرادي. هذا النوع من التجارب الصادمة يمكن أن يؤثر على تطورهم العاطفي والنفسي لفترات طويلة.
  • زيادة التوتر العائلي:
    في مثل هذه الأوضاع، قد يتزايد التوتر داخل الأسرة، حيث يشعر كل فرد بالخوف والقلق مما يزيد من احتمالية حدوث مشاحنات أو صدامات داخلية نتيجة الضغط النفسي المشترك.
  • الحاجة الملحة للتكيف:
    خلال فترات القصف الليلي، قد يلجأ الناس إلى استراتيجيات تكيفية مثل الاستماع إلى الراديو، محاولة البقاء مع العائلة أو الجيران، أو حتى تطوير عادات جديدة للنوم للتأقلم مع الوضع الصعب.

بشكل عام القصف الليلي يترك آثارًا نفسية عميقة تستمر حتى بعد انتهاء الحرب، مما يتطلب تقديم دعم نفسي للأفراد الذين يعانون من هذه التجارب الصادمة.

هل بات الشعب اللبناني ضحيّة stockholm syndrome؟

عند سؤالك عن لماذا نطلق على الناطق باسم العدو بأسماء طريفة او دلع للاسم فهذا لا ينطبق على مصطلح “التعاطف مع الضحية” اي “stockholm syndrome “فهنا الشئ مختلف تماماً، في هذه الحالة هي آلية دفاعية نفسية يقوم من خلالها اللبنانيون بالتعبير عن مشاعر معاكسة لتلك التي يشعر بها داخلياً، في هذا السياق يمكن للشخص الذي يكره شخصاً ما ان يستخدم اسلوباً لطيفاً او دلعاً عند ذكر اسمه “افوكادو، فيخو، صديقنا فاخو…” كتعبير غير مباشر عن محاولة إخفاء مشاعر الكراهية او التخفيف منها فيحاول الشخص بهذه الطريقة حماية نفسه من التوتر او الصراع الداخلي الذي ينشأ عن الكراهية و التخفيف منها، او الخوف ايضاً من العدو مثل الخوف من المواجهة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى