روسيا على خط مصالحة فتح وحماس.. هل تُنجَز قريباً؟
كتب يولا هاشم في “المركزية”:
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس محادثات في موسكو منذ نحو اسبوعين، في زيارة هي الاولى من نوعها للزعيم الفلسطيني منذ عام 2021.
روسيا طلبت من الرئيس الفلسطيني، بعدما اعلن منها استعداده واعضاء السلطة لزيارة غزة، ان يتم ترتيب الامور بينه وبين حركة “حماس” وحصول المصالحة الفلسطينية بشكل نهائي وتام. إلا أن عباس رفض بحسب المعلومات ، متهماً “حماس” بأنها مع الاخوان المسلمين وهي ورقة بيد ايران، وان المطلوب عودتها الى عروبتها والى فلسطين والتخلي عن ايران الفارسية كشرط أساسي لإتمام المصالحة.
مواقف عباس تأتي، بحسب اوساط متابعة، ضمن حركة عربية تعمل على استرداد الهوية العربية والفلسطينية للقضية الام وإبعاد ايران عنها بعدما وظّفتها لأجندتها ومشروعها في المنطقة وليس لحلّ القضية، مشيرة الى ان لا بد من استرداد القضية الى الحضن العربي كي تتحقق المصالحة الفلسطينية الحقيقية بعيداً عن اجندات قوى إقليمية.
إلا ان مصادر مطلعة تؤكد لـ”المركزية” ان الظروف الفلسطينية وظرف “حماس” و”المنظمة” لا تسمح بفرض الشروط على فكرة المصالحة، لكن مما لا شك فيه ان جزءًا من العائق يتعلق بالموقف من ايران. إنما العرب صالحوا ايران والنظام السوري أيضاً، فلماذا الاشتراط على “حماس”؟
وتكشف المصادر ان العكس صحيح، وان المفاوضات بين “فتح” و”حماس” ممتازة، حتى ان المفاوضات مع رئيس “حماس” يحيى السنوار متقدّمة، والطرفان يتحدثان عن “اليوم التالي لغزة” بعيداً من الموقف الاسرائيلي. لكن لا بد لـ”حماس” من ان تراعي حساسية “فتح” من ايران.
وتسأل المصادر: إذا كانت الولايات المتحدة الاميركية نفسها تفاوض “حماس” فما دور العرب في هذه الظروف؟ في نهاية المطاف “حماس” هي من تفاوض. والعرب الذين يجلسون الى طاولة المفاوضات، هم اولئك الذين على تواصل مع “حماس”.
ولا تستبعد المصادر ان يكون لموسكو دور فعال في المصالحة الفلسطينية، ، مشيرة الى انها موجودة بسبب الغياب الأميركي وتحاول ان تقوم بهذا المجهود، تماماً كما كانت الصين وسيطة بين الايرانيين والسعوديين.
وترى المصادر ان بكين قامت بدور كبير بين “فتح” و”حماس”، في حين ان بعض العرب يخربون العلاقة بينهما.
بكين قامت بخطوة جبارة، وكذلك القاهرة والدوحة. ثلاث خطوات كانت اساسية من قبل هذه الدول الثلاث، لأن مشروع الدولة الفلسطينية يحتاج الى مصالحة. وقد قالها محمود عباس بأن “لا دولة في غزة، ولا دولة من دون غزة”. باختصار، مساعي المصالحة متأرجحة بين الضغوط، لكن مسارها جيد، تختم المصادر.