كتب داود رمّال في “أخبار اليوم”:
تصاعدت حدة التوتر في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس بعد مقتل ستة رهائن إسرائيليين، وهو ما دفع بإسرائيل إلى اتهام حركة حماس بتنفيذ عملية الإعدام. هذا التطور الجديد يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في مسار الحرب، ليس فقط في قطاع غزة، بل على باقي الجبهات أيضا.
تحدث مصدر ديبلوماسي في بيروت لوكالة “اخبار اليوم” عن احتمالات التصعيد شامل في قطاع غزة بعد الكشف عن جثث الرهائن الستة وقال: “الاتهامات الموجهة لحركة حماس بتنفيذ عملية إعدام الرهائن قد تدفع إسرائيل إلى زيادة وتيرة عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وهذا التصعيد قد يشمل تكثيف الغارات الجوية والعمليات البرية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. من جانبها، قد ترد حماس وفصائل المقاومة الأخرى بمزيد من عمليات الاستهداف للقوات الاسرائيلية في غزة، والهجمات الصاروخية على المدن الإسرائيلية، مما يزيد من احتمالية اتساع رقعة المواجهات”.
عن احتمال انتقال تصعيد الصراع إلى جبهات أخرى، اوضح المصدر “من الممكن أن يؤدي ذلك إلى رفع وتيرة التصعيد على جبهات جديدة في المنطقة، وعلى سبيل المثال، قد تتدخل جهات فاعلة أخرى في النزاع، مثل حزب الله في لبنان أو انصار الله في اليمن، مما سيؤدي إلى توسيع رقعة النزاع وارتفاع حدته على الصعيد الإقليمي، هذا التوسع في المواجهات سيعني أن الصراع لم يعد مقتصرا على غزة، بل أصبح يمثل تهديدا أوسع للأمن الإقليمي، خصوصا بعد انتقاله الى الضفة الغربية”.
هل نشهد زيادة الضغوط الدولية للجم التدهور اكثر؟، اجاب المصدر بالقول: “من المتوقع أن تتزايد الضغوط الدولية على الأطراف المتنازعة للجلوس على طاولة المفاوضات بعد هذه الحادثة. دوليا، قد تسعى الأطراف المؤثرة، مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر، إلى تكثيف جهودها لوقف التصعيد وتحقيق هدنة.
واضاف: “في هذا السيناريو، قد نرى تجديد توجيه دعوات عاجلة لاستئناف المفاوضات على مستوى رفيع تحت رعاية دولية لإيجاد حل سياسي يضمن وقف إطلاق النار وضمان سلامة المدنيين”.
عن امكانية ان يسرّع مقتل الرهائن الستة في نهاية الحرب، اوضح المصدر ان “مقتل الرهائن الإسرائيليين قد يدفع الأطراف المتصارعة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها. إسرائيل قد ترى في هذا الحدث فرصة لتكثيف الضغط العسكري على حماس بهدف تحقيق أهدافها بسرعة، في حين قد تسعى حماس إلى البحث عن مخرج سياسي أو التفاوض على وقف إطلاق نار يحفظ ماء الوجه بعد هذه الخسائر.
هذا السيناريو قد يؤدي إلى تسريع نهاية الحرب، خاصة إذا ما تزايدت الضغوط الداخلية والدولية لوقف النزاع، وما يساعد على ذلك، هو ان مقتل الرهائن اثار موجة غضب شعبي داخل إسرائيل، مما يزيد من الضغط على الحكومة لتصعيد عملياتها العسكرية ضد حماس. ومع ذلك، قد تواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات داخلية إذا ما طال أمد الحرب دون تحقيق نتائج ملموسة، مما قد يؤدي إلى انقسامات داخلية وتأثير على مستقبل القيادة السياسية في إسرائيل”.
رأى المصدر ان “مقتل الرهائن الإسرائيليين يمثل منعطفا خطيرا في الحرب الدائرة، وقد يؤدي إلى تصعيد شامل أو قد يسرع من وتيرة الجهود الدولية لإنهاء النزاع، وتعتمد النتائج النهائية على كيفية استجابة الأطراف لهذه التطورات وعلى مدى تدخل المجتمع الدولي في الوقت المناسب، للقول بأن القتل من الطرفين لن يؤدي الا الى مزيد من الدماء، بينما وضع حد للحرب وحده يحقن الدماء”.