أثار مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي للرئيس الأميركي، خلال مشاركته في مراسم إحياء الذكرى الثمانين لـ”إنزال النورماندي” في فرنسا، جدلا واسعا بعدما ظهر جو بايدن وهو يحاول الجلوس على كرسي “غير موجود”، ليتضح لاحقا أنه “مزيف” أو جرى التلاعب به.
وخلال مشاركته في إحياء ذكرى إنزال الحلفاء في الحرب العالمية الثانية والذي يعد أكبر هجوم برمائي في التاريخ، تم تداول فيديو يظهر جو بايدن وهو ينظر من فوق كتفه نحو مكان الجلوس بينما كان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال مستخدمون شاركوا الفيديو (الذي لم يكن يظهر فيه كرسي لمكان نظر بايدن بشكل واضح) على مواقع التواصل، إن الرئيس يعاني من مشاكل صحية، وأن زوجته جيل نبهته بعدم وجود كرسي ليجلس عليه.
وعبّر آخرون عن حزنهم للحال التي وصل إليها بايدن، وبأنه بات يتخيل الكرسي غير الموجود في المكان.
وهاجم فريق بايدن قائلين إنه لا يجب أن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، فحالته الصحية والعقلية لا تسمح له بذلك، مستشهدين بـ”فيديو الكرسي” أيضا.
ورغم الانتشار المهول للفيديو على منصات التواصل وتداوله كخبر أيضا في العديد من المواقع، إلا أن “الأسوشيتد برس” أوضحت عدم صحة الفيديو بنشر التسجيل كاملا لمراسم إحياء ذكرى “النورماندي” وفيه يظهر بشكل واضح الكرسي وجلوس الرئيس عليه.
وأشارت “الأسوشيتد برس” إلى أن الفيديو تم اجتزاؤه وقطعه عند نقطة معينة تظهر بايدن ينظر للخلف ونشره على مواقع التواصل مع أخذ لقطة تغطي بشكل جزئي على الكرسي الموجود في الحقيقة.
وكان بايدن قد ألقى كلمة خلال احتفال أقيم في المقبرة الأميركية في نورماندي، حيث قال إن: “الاستسلام للمتنمرين والخضوع للديكتاتوريين أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق. إذا فعلنا ذلك، فهذا يعني أننا نسينا ما حدث هنا على هذه الشواطئ المقدسة”.
وأضاف إن الديمقراطية معرضة للتهديد الآن أكثر من أي وقت مضى خلال العقود الثمانية الماضية.
ووصف بايدن يوم النصر بأنه “بيان قوي لكيف تجعلنا التحالفات…التحالفات الحقيقية… أكثر قوة”.
وشدد على أن هذا كان “درسا أرجو الله ألا ننساه نحن الأميركيون مطلقا”.
كذلك أكد بايدن على أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن أوكرانيا التي تقاتل القوات الروسية منذ أكثر من عامين، قائلا: “لن ننسحب لأننا إذا فعلنا ذلك فسوف يتم إخضاع أوكرانيا ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد”.
ولفت إلى أن “جيران أوكرانيا سيكونون مهددين، وأوروبا بأكملها ستكون مهددة”، واصفا الرئيس فلاديمير بوتين بأنه “طاغية عازم على الهيمنة”.
وأشاد بحلف شمال الأطلسي ووصفه بأنه “أعظم تحالف عسكري في تاريخ العالم”.
وتابع قائلا في رسالة مبطنة إلى بوتين “إن الناتو أكثر اتحادا من أي وقت مضى وأكثر استعداداً للحفاظ على السلام”.
وقبل تصريحات بايدن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمحاربين القدامى الأميركيين: “لقد جئتم إلى هنا لأن العالم الحر يحتاج إلى كل واحد منكم، وقد لبيتم للنداء”.
ومنح ماكرون وسام جوقة الشرف للعديد منهم، وتبعه بايدن بالمصافحة والعناق.
وقبلها التقى بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن مع أكثر من عشرين من قدامى المحاربين الأميركيين بالقرب من شاطئ أوماها، حيث دار أعنف قتال في يوم الإنزال وقال بايدن لأحد المحاربين القدامى “لقد أنقذتم العالم”.