الخماسية تتحضر لجولة جديدة.. هل نضجت التسوية الاميركية؟
يسعى الاميركيون الى انجاز لبناني يمكن من خلاله تبريد اجواء الجبهة الجنوبية في ظل تمسك اسرائيل بحربها على غزة واصرار حكومة نتنياهو على اسقاط بنك الاهداف التي وضعها داخل القطاع ولو على حساب علاقاته الدولية. وبعد الانذار الطالبي الذي دقت جرسه الجامعات الاميركية ضد الحرب الاسرائيلية على غزة، تتشدد ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن في شروطها على اسرائيل وتُعطي في المقابل فرصا ثمينة لخصوم تل أبيب في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله في لبنان المعني الاول بأمن المستوطنات الشمالية.
الرغبة الاميركية بالانجاز تظهر في حركة الموفدين اللبنانيين الى واشنطن والذين يسمعون كلاما اميركيا واضحا لم يعتد عليه هؤلاء، كالاعتراف بحزب الله كقوة فاعلة في لبنان وضرورة التوافق على اسم رئيس للجمهورية بين الاطراف في الداخل بعيدا عن أي تدخل خارجي انطلاقا من الاعتراف بجميع القوى الحزبية وتوازناتها، في اشارة الى الثنائي الشيعي الذي يسعى ايضا الى التفاوض مع الاميركيين على الملف الرئاسي لايصال مرشحه.
ومع عودة الخماسية الى اجتماعاتها الدورية والتي ستحط هذا الاسبوع في مبنى السفارة الاميركية في عوكر، تشير مصادر مطلعة على الملف الرئاسي الى ان السفيرة الاميركية ليزا جونسون عادت من واشنطن بنَفَس جديد قد يُحدث تغييرا في مقاربة هذا الملف من خلال التركيز على الحوار كمقدمة لاي تفاهم على المواصفات والاسم. وتوضح المصادر ان ادارة بايدن عملت على فصل المسار الرئاسي عن تطورات الجبهة الجنوبية من خلال توكيل السفيرة جونسون بالمهمة الرئاسية وابقاء ملف الجنوب بيد المبعوث الرئاسي آموس هوكستين. الا أن هذا الفصل يستوجب بحسب المصادر تواصلا مع الثنائي الشيعي عبر الرئيس نبيه بري، وهذا ما ستعمل عليه جونسون التي سيكون لها زيارة قريبة الى عين التينة للبحث مع الرئيس نبيه بري في التطورات المرتبطة بالرئاسية والرؤية الاميركية الجديدة لهذا الملف، على أن يكون لبري أيضا موقفا واضحا من هذا الامر، لجهة التمسك بالحوار ودعوة الاطراف المعارضة الى ابراز بعض الليونة والمشاركة للوصول الى توافق على اسم الرئيس.
وتتوقف المصادر عند “الديل” الذي يمكن التوصل اليه بين الثنائي والاميركيين والمرتبط باليوم التالي للحرب على الجبهة الجنوبية، حيث يعود الاميركيون الى الورقة الفرنسية التي عُرضت على الحزب والتي رفض فيها الثنائي البند المتعلق بحرية تنقل قوات اليونيفيل على طول الخط الحدودي لجنوب نهر الليطاني، ورفضه ايضا ابتعاد حزب الله عن الحدود مسافة العشرة كيلومترات، فأي تنازل رئاسي أميركي يستوجب في المقابل تنازلا من قبل الثنائي على بعض البنود الواردة في الورقة الفرنسية وهذا جوهر الحراك الاميركي الذي يبدأ مع آموس هوكستين في الملف الحدودي وينتهي عنده، لأن الاولوية لهذا الملف وكل الملفات الاخرى عوامل مساعدة له تسعى ادار بايدن الى حلها لتكون ورقة تفاوض في يدها من أجل حل ملف الحدود في اليوم التالي لوقف الحرب على غزة.