من يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية؟
كتب خلدون قواص في “الانباء الكويتية”:
أكد نائب بيروت وضاح الصادق في حديث خاص لـ «الأنباء» أن «الهبة الأوروبية للبنان بخصوص النزوح السوري حساسة، والاتحاد الأوروبي يعطي للبنان هبة سنوية وما جرى هو زيادتها، والحكومة لا تعقد اتفاقا تحت الطاولة ولا توجد قطبة مخفية وهي ليست أكثر من هبة». وأضاف الصادق: «في لبنان دائما هناك تخوف من أمور كهذا. لا إشكالية في قبول الهبة. تقبلها الحكومة وتصرفها مثل هبة الـ SDR التي كان هناك حكومة تصريف أعمال حينذاك وتم قبولها وصرفها. الخلاف في كيفية صرفها، اذ لم يكن ضمن الموازنة. واليوم من الضرورة معرفة كيفية إنفاقها».
وقال إن هناك تفاصيل يجب معرفتها، و«كنت أتمنى عقد مؤتمر صحافي فورا بعد هذه الهبة ليتم شرح هذا الموضوع. وستتم مناقشة الهبة في الجلسة النيابية المزمع عقدها في الأيام المقبلة في المجلس النيابي، وسيشرح رئيس الحكومة للمجلس النيابي طبيعة الذي حصل».
وكشف الصادق «عن سيطرة من نفس الفريق الذي سيطر على البلد منذ العام 2011 ولايزال مسيطرا على القرار داخل الحكومة، ويستطيع بغياب وزير واحد أن يعطل قرارات الحكومة بالكامل، وتكون الحكومة ملزمة على احتوائه. منذ أربعة أعوام وحتى اليوم لم يؤخذ قرار أساسي بالموضوعات المالية والاقتصادية التي تحصل في البلد. من الكابيتول كونترول وحتى قانون الانتظام المالي وإعادة هيكلة المصارف هناك مشكلة واجهناها، ونحن حاولنا أن نقنع وزارة الخزينة الأميركية أثناء وجودنا في العاصمة واشنطن بعدم أخذنا إلى اللائحة الرمادية. للأسف هناك لائحة طويلة للحكومة ولم يتم تنفيذ أي شيء منها. وأعتقد أنه تتم عرقلة عمل الحكومة، اذ إن هناك أطرافا سياسية يهمها أن تبقى ممسكة بالقرار في ظل غياب رئيس الجمهورية والأزمة السياسية المتصاعدة».
واتهم الصادق «الثنائي الشيعي» بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية وعمل الحكومة «ليبقى مسيطرا على مفاصل الدولة». وقال: «هناك عرقلة لكل قرارات الحكومة، كما حصل اليوم بقانون الكابيتول كونترول وإعادة هيكلة المصارف وغيرها وكل القوانين. والسرية المصرفية تم إيقافها ولا توجد مراسيم تطبيقية، فلا يوجد قانون تم تنفيذه وخاصة ما يتعلق بإعادة نهوض البلد. هناك سوق سوداء يتداول أكثر من 20 مليار دولار فيها، وهذه السوق نحن لا نستفيد منها بل بعض الأحزاب. فمن يملك اليوم المولدات الكهربائية وبيع المياه في بيروت؟ هذه مليارات من الأموال تذهب إلى بعض الأحزاب التي لا يهمها اليوم وجود رئيس للجمهورية ولا انتظام العمل الرسمي».
وتابع: «ان الفريق نفسه هو الذي يعرقل.. و«الثنائي الشيعي» يقول نحن نرضى بالذهاب إلى رئيس نتفق عليه. واليوم يريدون رئيسا للجمهورية وهم يحكمون هذا البلد بالكامل، ذلك أن رئيس الجمهورية سيفقدهم نسبة كبيرة من هذا التحكم».
وختم: «لم أكن وسطيا ولن أكون إلا ضمن قوى 14 آذار. كنت في الشارع في 14 آذار وشاركت مع الناس في صناعة قوى 14 آذار، ولدي عتب على أحزابها وقواها التي لم تبق متماسكة ووصلنا إلى ما وصلنا اليه. 14 آذار كانت الصفحة المشرقة في تاريخ لبنان الحديث الهادف إلى بناء الدولة الوطنية القوية العادلة، وهي الأساس لبناء استقلال لبنان وسيادته وعروبته وحريته، والذهاب إلى تاريخ وطني جامع لولا التسويات غير الموفقة من أكثر من طرف سياسي. وأتطلع لأن يكون الجميع قد تعلموا من التسويات التي حصلت وأين وصل البلد، ولا يمكننا الذهاب إلى مزيد من التسويات».
المصدر : الانباء الكويتية