ماذا فعل “حزب الله” بمزارع شبعا؟ إسرائيل تعترف بـ”ثغرة” حصلت
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً كشفت فيه إنّ “حزب الله” زاد من “نشاطه العسكريّ الليلي” خلال الآونة الأخيرة.
وذكرَ التقرير إنّ الحادثة التي حصلت ليلة الخميس – الجمعة والتي قُتل فيها سائق شاحنة يدعى شريف سواعد أثناء عمله لصالح الجيش الإسرائيليّ في مزارع شبعا، كان بمثابة تذكيرٍ بمثابة التقيُّد الصارم بالقيادة العملياتية ليلاً في منطقة النزاع.
ولفت التقرير إلى أنّه خلال الأشهر الأولى من الحرب، اعتاد عناصر “حزب الله” إطلاق الصواريخ أو الطائرات من دون طيار باتجاه أهداف إسرائيلية وذلك في فترة ما بعد الظهر، وذلك عندما يُصعّب غروب الشمس على الجنود الرؤية في العديد من المناطق الجبلية على الحدود.
وذكر التقرير أن هذا التوقيت كانت تختاره أيضاً حركة “حماس” داخل غزة ضد الجيش الإسرائيلي الذي يمدّ عناصره بأجهزة رؤية ليلية متقدمة، وأضاف: “على الحدود اللبنانية، فإن الحزب يحاول توجيه الضربات ليلاً، في حين أن الجنود الإسرائيليين يحرصون على الإختفاء في المساء والليل، والقصد من ذلك هو تعتيم أو إطفاء المصابيح الكهربائية وغيرها من الوسائل في المعسكرات والمواقع العسكرية القريبة من الحدود، وذلك لتجنب مراقبة حزب الله لهم”.
وتابع: “في المقابل، فإن التوثيق الذي نشرهُ الحزب عن حادثة مزارع شبعا بظهر أن الأمر كان مُختلفاً هذه المرة، فقافلة الشاحنات المدنية التي استأجرها الجيش الإسرائيلي وقادها لتحصين أحد العوائق هناك، سارت بعد منتصف الليل فيما الأضواء مُضاءة. حينها، انكشف الموكب بالنسبة للجانب اللبنانية عند إحدى النقاط، علماً أن الجيش الإسرائيلي يحاول التحرك على طول محاور خلفية غير مكشوفة للبنان”.
وأشار التقرير إلى أنه تمّ إطلاق صاروخين مُتطورين مضادين للدروع من “حزب الله” على الشاحنة الوسطى في القافلة التي كان يقودها سواعد ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما عملت الشاحنات الأخرى على إطفاء أنوارها فوراً أثناء الحادثة.
ورغم أن هذه القوافل يقودها سائقون مدنيون، إلا أن هذه عملية عسكرية بكل المقاصد والأغراض، بحسب “يديعوت أحرونوت”، ومن المفترض أن يتم إطلاع السائقين من قبل قادة السرية والكتائب على كافة التعليمات المرتبطة بالتنقلات.
كذلك، تقول الصحيفة إن “هذه هي المرة الثانية في الحرب التي يقتل فيها مدني أثناء عمله في إصلاح البنية التحتية العسكرية على الحدود اللبنانية، ففي الحادث الذي وقع في تشرين الثاني، بالقرب من موشاف دوفوف، قُتل شالوم إيبودي، وهو موظف في شركة الكهرباء، بصاروخ أطلقه حزب الله”.
ووفقاً لـ”يديعوت”، يفترض الجيش الإسرائيلي أن “حزب الله” لن يطلق النار على أهداف مدنية، وبالتالي، حتى هذه الأيام، فإنه من الممكن القيادة دون قيود بسيارات مدنية في أجزاء الطرق الشمالية المكشوفة على الجانب اللبناني.
لكن مع ذلك، قالت الصحيفة إنه “لا توجد مستوطنات إسرائيلية في مزارع شبعا، لذا فمن الممكن أن الجيش الإسرائيلي افترض أنه لن يتم إطلاق الصواريخ أمام شاحنة مدنية، لكن ما حصل كان العكس”، وأردفت: “لسنوات عديدة، اعتبرت منطقة مزارع شبعا الملعب المفضل في الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله – لأنه لا يوجد مدنيون إسرائيليون في المنطقة. كذلك، يتنافس الطرفان المذكوران في ما بينهما في عمليات خداع متبادلة في الساحة الجبلية، فيما ينشطُ مقاتلون من لواء الجولاني واللواء 188 بشكل مكثف في المنطقة”.
وتابع: “في الوقت نفسه، أنشأت قيادة الشمال مؤخراً التقسيم المكاني للجبال، الذي يوحد قطاع حرمون وقطاع مزارع شبعا، ويعود ذلك إلى تبادل المراقبة وإطلاق النار بين مواقع جبل الشيخ الاستيطانية وتلك الموجودة على مزارع شبعا، رغم أن هذا القطاع يشكل مثلثاً حدودياً يشمل سوريا أيضاً”.