عفن وحشرات… إليكم الحقيقة الكاملة لشحنة القمح!
لم ينته بعد الأخذ والرد على موضوع شحنة القمح المحجوزة حاليًّا في الصوامع، حيث انقسم البعض بين المٌصرّ على أن المادة مطابقة للمواصفات، وبين الرافض إدخالها بسبب العفن الذي تسرّب إليها، على الرغم من أن مجلس القضاء الأعلى قد حسم الأمر من جهته، وأكد أنه بعد أخذ عينات وإجراء التحاليل اللازمة لدى المختبرات المتخصصة في هذا المجال، تبيّن أن هذا القمح صالح للاستهلاك البشري.
ويبقى المواطن اللبناني حائرًا ما بين النتيجتين، فهل المطلوب أن يحرم من قوته الأساسي اليومي إلى حين انتهاء موجة الجدل؟
نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان أنطوان سيف، كان قد أعلن انه “بحسب التقارير الصادرة عن الخبراء، اتضح أن القمح صالح للاستهلاك البشري”، لافتا إلى أنه “لو كان هذا القمح غير مطابق للمواصفات العالمية فعلًا، لما تم شحنه من الأساس إلى لبنان”.
أما وزارة الزراعة، فهي ثابتة على موقفها الممانع، وتتوعّد باتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع إدخال هذه الشحنة إلى الأسواق.
وفي هذا السياق، أفادت الدكتورة رولا العميل من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، بأنه “خلال شهر شباط وصلتنا عيّنة من الشحنة، وتأكدنا بعد الفحص أنها غير مطابقة للمواصفات، لذلك أرسلناها إلى الحجر الصحي حيث يؤخذ القرار إذا كان من المسموح إدخال الشحنة إلى الأسواق اللبنانية”.
وكشفت العميل عن أنه “تبيّن في عيّنة القمح أن المياه قد تسرّبت إليها ما أدى إلى ظهور مادة لاصقة شكّلت تكتلات، علمًا أن البند الأول من القرار الصادر عن وزارة الزراعة يتضمن إلزامية خلوّها من التكتل والتعفن”.
وأوضحت أن “هذا التسرّب أدى حتمًا إلى نوع من العفن، تمكنّا من رؤيته بالعين المجردة من دون الحاجة إلى مجهر”.
وأضافت: “تبيّن أن الحبوب غير المتلاصقة تحتوي أيضًا على آثار عفن. كما وصلت إلى المختبر أكياس من القمح لم نستطع فتحها بسبب حشرة السوس المتكاثرة فيها”.
وشددت العميل على أن “السموم الفطرية إذا تراكمت في جسم الإنسان تسبب على المدى الطويل أمراضًا خطرة مثل السرطان”.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن السموم الفطرية هي مركبات سامة يُنتجها بعض أنواع العفن الذي ينمو على العديد من الأغذية مثل الحبوب. ويمكن للعفن أن يتكون إما قبل الحصاد أو بعده، وأثناء التخزين، بسبب ظروف الحرارة والبلل والرطوبة.
وهناك آثار حادة لبعض السموم الفطرية المنقولة بالأغذية، يصاحبها أعراض الاعتلال الوخيم التي تظهر سريعًا بعد استهلاك المنتجات الملوثة.
كذلك ترتبط بعض من هذه السموم، بآثار طويلة الأجل على الصحة، منها السرطان والعوز المناعي.
إذًا، الكلام عن وجود خلل في مواصفات شحنة القمح القابعة في الإهراءات، لا يأتي من فراغ على طريقة المثل القائل إن “لا دخان من دون نار”، فنتائج مختبر مصلحة الأبحاث الزراعية واضحة: العفن ظاهر والسوس متكاثر. وإذا صمّ المعنيون آذانهم عن هذه المصيبة الصحية ووصل هذا القمح إلى أفران لبنان، فما باليد حيلة سوى الصلاة، لعل الله يرأف بشعب متروك لقدره ومصيره.
المصدر: IMLebanon – ماريلين عتيّق