حارة حريك ردّت… سلاح جديد دخل المواجهة!
ميشال نصر – الديار:
في الداخل كباش بين الحكومة والمتقاعدين، ورأس حربتهم حراك العسكريين المصرين على مطالبهم، بعدما باتت المسألة حياة او موت. على الجهة الحدودية، لا يختلف الامر كثيرا، حيث ترى “اسرائيل” انها تخوض معركة بقاء ومستقبل كيانها، ما يجعلها مصرة على السير في خططها التصعيدية ومحاولات استدراجها لحزب الله، حتى لو سارت مفاعيل الهدنة في غزة، ورغما عن أي ضغوط اميركية او اوروبية قد تفرض.
فالتطورات العسكرية المتصاعدة والمتبادلة بين “تل ابيب” وحارة حريك، تؤشر إلى اتساع رقعة العمليات كما ونوعا، سواء لجهة إسقاط حزب الله للهيرمس 450 بصاروخ أرض جو “نوعي” من على علو شاهق، أو الاستهداف الجوي “الإسرائيليّ” لبعلبك، لهدف تتضارب المعلومات حول الغاية منه، حيث باتت المرحلة على ما يبدو مختصرة بـ ” اذا بتوسع بنوسع”، بعدما انتهت مفاعيل اذا “عدتم عدنا”.
وغداة التصعيد الميداني غير المسبوق، صدرت سلسلة تحذيرات ديبلوماسية تستعجل تنفيذ القرار 1701، خوفا من تفلّت الامور وخروجها عن السيطرة، وتجزم مصادر في الثامن من آذار، أن كل الاجواء تشير الى عدم توسع الحرب على لبنان بالرغم من التهويل “الاسرائيلي”، مشيرة الى أن لبنان تلقى رسائل من الجانب البريطاني والفرنسي، كما من اليونيفيل في هذا الاتجاه، معتبرة ان الكلمة الفصل تبقى للجانب الاميركي، حيث كل الحلول متوقفة على وقف النار في غزة، حتى يُفتَحَ باب الحل في لبنان.
وتابعت المصادر بان “اسرائيل” تخسر اقليميا امام محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وان بمستويات واساليب مختلفة، نتيجة الضغط الذي يمارس من الشمال والجنوب والشرق، والذي وصل حد فرض حصار جزئي على الموانئ “الاسرائيلية”.
وكشفت المصادر ان رد حزب الله على كسر “تل ابيب” لقواعد اللعبة جاء غير متوقع، اذ بدل الرد في العمق عمد الى تغيير المعادلة، وفرض نمطا جديدا من جهة ادخال سلاح جديد الى الميدان، ومن جهة ثانية استهداف مواقع عسكرية في مناطق جغرافية جديدة، متوقفة في هذا الاطار عند النقاط الاتية:
- قصف قاعدة جعتون في هضبة الجولان للمرةِ الأولى بستين صاروخ كاتيوشيا التي تعتبر اساسية، مقر قيادة الفرقة الإقليمية 210 (الجولان)، ومقر قيادة اللواء الإقليمي 474، كما انها تشكل عيادة متقدمة لهذا اللواء، فضلا عن تمركز كل من قيادة الكتيبة77 المدرعة ، وفوج المدفعية 209 ،فيها، كذلك تتضمن محطة اتصالات قيادية وتكتيكية “أفيك رهاف” و “ايتاكس”، ومشغل صيانة امامي 754 لوحدة التسليح الإقليمية الشمالية لصيانة الآليات المدرعة، والاهم تأديتها دور مقر قيادي فرقي أمامي في حالات الطوارئ وقيادة أمامية لتشكيلات تعمل على الخط السوري. واللافت في الامر ان هذه العملية ادخلت مبدئيا جبهة الجولان الى ساحة القتال بعدما كانت محيدة.
- استهداف احد المواقع العسكرية على بعد خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية، خلال وجود رئيس اركان العدو بداخله، علما ان في مرات سابقة تفادى الحزب استهداف مواقع خلال زيارات رئيس الحكومة ووزير الدفاع اليها، رغم وقوعها في مرمى صواريخ الحزب.
- ضرب قاعدة ميرون، مع ما يحمله ذلك من قيمة معنوية، رغم تأكيد الخبراء العسكريين ان القاعدة مستمرة في العمل وان الاضرار اللاحقة بها محدودة، ذلك ان غرف القيادة والسيطرة محمية ومحصنة تحت الارض، قادرة على تنفيذ المهام المنوطة بها حتى في حال استهدافها.
- ادخال سلاح الدفاع الجوي لاول مرة الى الميدان جديا، رغم ان الفترات السابقة شهدت استخداما للمضادات الارضية، ولصواريخ سا 7 المحمولة على الكتف، والتي بقيت دون فعالية.
واكدت المصادر ان الحزب لم يستخدم حتى الساعة اكثر من 10 في المئة من قدراته، خصوصا الصاروخية، ونجاحه في حماية كوادره من الصفين الاول والثاني، حيث تكاد الخسائر لا تذكر، مذكرة بأن حزب الله حتى اللحظة يدرس خطواته بدقّة عالية، ويعمل ضمن خطين: خط تثبيت معادلة الردع وفقاً للقواعد والقيود التي وضعها للجبهة، وخط عدم الانجرار أو السقوط بالفخ الذي ينصبه العدو الإسرائيلي، بالذهاب إلى الحرب المفتوحة، تخدم مصالح نتانياهو.
وختمت المصادر بان “تل ابيب” ماضية قدماً في سياسة الاستفراد، وهذا الأمر استوجب موقفا من حزب الله ليؤكد على جهوزيته وعلى اصراره في تثبيت معادلة الردع، فإذا مضى العدو قدماً في الاستهداف، فالحزب سيمضي قدماً في إخراج السلاح الجديد الذي يثبّت معادلة الردع، مستدركة أن بقاء الأمور ضمن ضوابط الضربة والضربة المقابلة، أم تفلتها إلى مواجهة واسعة يرغب العدو بحصولها، يبقى رهن ارادة واشنطن.