ماذا حصل قبل “ضربة الغازية”… شهود يكشفون!
“كنا عم نشوف المسيّرة بالعين المجرّدة”.. هكذا قال قاسم خليفة، أحد شهود العيان في حديثه لـ”بلينكس” عن القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدة الغازية، اليوم الإثنين.
خليفة كان في منزله بعد الغارة التي نفذتها إسرائيل على المنطقة القريبة من مدينة صيدا، وقال إنه وباقي الأهالي كانوا يسمعون صوت المسيرة والطيران الحربي منذ ساعات الظهيرة، مضيفاً: “كنا فقط بانتظار الضربة، لأن صوت الطيران كان قريباً جداً”.
يلفت قاسم إلى أن ابنته الصغيرة صاحت بالبكاء فور سماع الغارة، ويردف: “لا مكان للهروب، فالجنوب بمناطقه كافّة لم يعد آمناً، ولا مأوى ثانٍ لي أو لعائلته”.
ماذا استهدفت إسرائيل؟
الغارات لم تستهدف أي شخصية بارزة في حزب الله أو قياديين في حركة حماس، بينما طالت مستودعات صناعية في المحلة.
الجيش الإسرائيلي زعم في بيان أنه تم استهداف بنى تحتية لـ”حزب الله”، في حين قال رئيس بلدية الغازية، حسن غدار لـ”بلينكس” أن المنطقة المستهدفة صناعية، والغارة الأولى طالت مصنعاً للمولدات وآخر للحديد، في حين أنّ الغارة الثانية طالت مكانا خالياً، حسب قوله.
ولفت غدار إلى أنّ الأمور ما زالت ضبابية، والعمل يتركز الآن على متابعة حالات الجرحى، مشدداً على أن لا خطورة على السكان.
مع هذا، فإن القصف الذي طال الغازية أسفر عن سقوط 13 جريحاً غالبيتهم من سكان المنطقة، فيما قال غدار إنه “لا شهداء” جراء الضربة.
انبعاثات ضارة
شهود عيان في المنطقة تحدثوا عن انبعاثات ضارة نتيجة انفجار المولدات، الأمر الذي أثار قلق أهالي المنطقة.
وزير البيئة ناصر ياسين علق على ذلك لـ”بلينكس”، إنه لا معطيات رسمية حتى الآن، وأن الموضوع لا يزال في قبضة الأمن، وأضاف: “المواد مضرّة وسامة للصحة، بالإضافة إلى الانبعاثات التي تنتشر في الهواء نتيجة الغارة، وسيعمل على متابعة الأضرار لكن قد يستغرق ذلك وقتاً”.
بدورها، نفت معلومات ما أشيع عن إحتواء مكاني القصف في الغازية، أي مواد متفجرة أو أسلحة.
المصادر قالت إن المستودعات التي استهدفها العدو الإسرائيلي، مساء اليوم، كانت تحتوي على موادٍ صناعية، موضحة أن الدخان الأسود الذي نجم عن قصف “الهنغار” المحاذي لأوتوستراد الغازية – صيدا، ناجم عن مواد شديدة الإشتعال من بينها المازوت والزيوت الصناعية.
وأوضحت المصادر أنّه بعد الإستهداف، لم يتم سماع أيّ أصوات مفرقعات داخل المستودعات المنكوبة، كما أنه لم تحصل أي إنفجارات هناك.
خوف وهلع
وإثر حدوث الإعتداء الإسرائيلي سادت حالة من الهرج والمرج في محيط مخيم عين الحلوة، حيث نزل المواطنون إلى الشوارع وسط أجواء من الخوف والهلع.
شهود عيان قالوا إنّ سكان منطقة التعمير المحاذي للمخيم ظنوا أن الضربة وقعت في محيط منطقتهم، حيث شعروا بهزة شديدة جراء القصف.
ولفت أحد المواطنين إلى أنّه جرى توجيه نداءات للسكان بالنزول إلى الشوارع وعدم البقاء في الشقق المرتفعة تحسباً لأي قصف قد يطال المباني السكنيّة.