باسيل و”الحزب” وشريك الخسارة!

كتب داني حداد في موقع mtv:
نكتب عن جبران باسيل اليوم من دون أن نهتمّ بالتافهين الإلكترونيّين الذين كتبوا بالأمس عن “الإعلام المأجور”. ربما اعتاد هؤلاء على “الإعلام المهبول”.
تشبه علاقة رئيس التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل بحزب الله مقولة “لا معلّق ولا مطلّق”. يتحمّل الرجل، خصوصاً على الصعيد المسيحي، عبء كلّ ما يقوم به الحزب، من الضاحية الجنوبيّة إلى الجنوب وبعلبك وسوريا، وصولاً إلى العراق واليمن والساحات كلّها. يتحمّل عبء السلاح وقرار الحرب وكلّ تجاوز للدولة والقانون يقوم به الحزب الذي، ولو أكسبه نوّاباً إضافيّين في الانتخابات النيابيّة وأوصل الرئيس ميشال عون إلى الرئاسة، إلا أنّه أفقده صدارة الشعبيّة المسيحيّة لصالح القوات اللبنانيّة.
تحوّل باسيل، خصوصاً في الأعوام القليلة الماضية، إلى شريك حزب الله في الخسارة فقط. أمّا الأرباح فلا صلة له بها ولا حصّة. إن ربح الحزب قد يجيّر هذا الانتصار لسليمان فرنجيّة. وإن خسر سيتحمّل باسيل نتائج الهزيمة.
من الطبيعي أن يرفض باسيل السير بانتخاب فرنجيّة. هذا موقف مبدئي يُسجَّل له، ولو كان بإمكانه أن يحقّق مكاسب كثيرة إن وافق على انتخابه. ولكنّ هذا الرفض الذي أدّى إلى تباعدٍ بينه وبين الحزب، ومعه التباين في المواقف من المشاركة في الجلسات الحكوميّة والجلسات التشريعيّة والتمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس للأركان وغيرها من الملفات، لم يجيّره لصالحه، خصوصاً على الصعيد الشعبي.
ظلّت صورة باسيل هي صورة الحليف للحزب، ولو كان، بالممارسة السياسيّة، بات بعيداً عنه. لأنّ الأساس هو موقفه من المقاومة وتغطيته، أقلّه بالشكل، لسلوكه وقراراته غير السياسيّة.
فهل يجب أن يحصل الطلاق بين الجانبين؟
يصعب جدّاً الإجابة على هذا السؤال، لأنّ الابتعاد عن الحزب له تداعيات كثيرة، على أكثر من صعيد. وهناك من يعتبر أنّ هذه العلاقة بين المكوّن المسلم الأول والمكوّن المسيحي الأساسي تحمي بعضاً من الدور والحضور المسيحيّين ولا تضع جميع المسيحيّين في مركبٍ واحد قد يغرق فجأةً في بحر الأمواج الإقليميّة.
ولكن، من الضروري أيضاً أن يدرك باسيل أنّ استمرار هذا التحالف، كما هو، يشكّل نزيفاً له يعزّز حضور خصومه الشعبي، ويبقي بعضاً من النقمة الشعبيّة عليه التي ظهرت في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ وما تبعها من تركيزٍ فيه بعض الظلم على تحميل باسيل المسؤوليّة الأولى عن الانهيار.
باختصار، على باسيل، الذي ربح في السابق مراراً من هذا التحالف، مقاعد وزاريّة ونيابيّة ورئاسةً، أن يُدرك أنّه أصبح اليوم شريك خسارة فقط مع حزب الله. وهو يعرف، أكثر من غيره، كيف يتحوّل، من جديد، إلى شريك ربح، وإلا فليسأل نفسه: ما الجدوى بعد من هذه الشراكة؟