تفاصيل خطِرة عن “المنطقة العازلة” التي تقيمها إسرائيل في غزة
يعمل الجيش الإسرائيلي على إنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة، حيث يهدم المباني القريبة من الحدود، على الرغم من تأكيد العديد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة، رفضها أي تقليص طويل المدى لمساحة أراضي القطاع، حسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وكان قد جرى اختراق حدود إسرائيل في نقاط متعددة من قبل مسلحي حماس، عندما شنوا هجمات غير مسبوقة في السابع من تشرين الاول، أدت إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل ردت على هجمات حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، بقصف مكثف وعمليات عسكرية برية داخل القطاع الفلسطيني، مما أدى إلى مقتل أكثر من 26 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وخلال مجريات الحرب، أكد العديد من المسؤولين الإسرائيليين أنه سيتم فرض منطقة عازلة على طول حدود الأراضي في القطاع الفلسطيني، لمنع تكرار هجمات السابع من تشرين الاول.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع، إن الهدف هو “الحفاظ على هذه المنطقة خالية تماما من أي إرهابيين أو بنية تحتية أو قاذفات صواريخ أو قذائف هاون”، وفق الصحيفة البريطانية.
وهذا الموضوع هو أحد مجالات الخلاف العديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي قالت مرارا إنها ستعارض أي تحركات تؤدي إلى تقليص حجم أراضي قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، ذلك الموقف، الثلاثاء، عندما قال: “لا نريد أن نرى تقليصا لمساحة غزة بأي شكل من الأشكال”.
ومع ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه في حين أن الولايات المتحدة “واضحة بشأن عدم التعدي على أراضي (قطاع غزة)”، فقد يكون هناك مجال لـ”ترتيبات انتقالية”.
ولفرض المنطقة العازلة، قامت القوات الإسرائيلية بتدمير المباني على طول الحدود مع قطاع غزة، والذي نزح 1.9 مليون نسمة من سكانه، البالغ عددهم الإجمالي 2.3 مليون شخص، إلى جنوبي القطاع.
ورفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على مدى مساحة المنطقة العازلة، لكن الرئيس السابق للمخابرات العسكرية، عاموس يادلين، قال في وقت سابق من كانون الثاني الجاري، إنه يتوقع أن تفرض بلاده “محيطًا يتراوح بين 500 متر إلى كيلومتر واحد داخل غزة”، بمجرد انتهاء القتال.
وأضاف في تصريحات إعلامية: “ستكون (المنطقة العازلة) بمثابة حاجز، ولن يتواجد فيها شيء سوى الألغام، وذلك للتأكد من أن هجمات السابع من تشرين الاول لن تتكرر مرة أخرى”.
والإثنين الماضي، قُتل 21 جنديًا إسرائيليا عندما انفجرت الألغام التي زرعوها في مبنيين على بعد 600 متر من الحدود، بقذائف صاروخية أطلقها مسلحو حماس، مما أدى إلى انهيار المبنيين.
ووفقاً لتقرير صادر عن القناة “12” الإسرائيلية، فقد “هدمت إسرائيل حوالي 1100 مبنى من أصل 2800 كانت موجودة في المنطقة التي تنوي إسرائيل جعلها منطقة عازلة”.
ورفض الجيش الإسرائيلي تأكيد أو نفي هذه الأرقام، لكن المتحدث باسم الجيش، ريتشارد هيشت، قال إن قوات بلاده “تعمل في المنطقة من أجل منع أنشطة حماس التي تهدد مواطني إسرائيل”.
وتابع: “كجزء من هذا، يقوم الجيش الإسرائيلي بتحديد وتدمير البنى التحتية الإرهابية” الموجودة في تلك المنطقة.
واعتبر أن هذا “جزء من الإجراءات الحتمية اللازمة لتنفيذ خطة دفاعية، من شأنها توفير أمن أفضل في جنوب إسرائيل”.
واحتفظت إسرائيل بمنطقة عازلة داخل غزة بعد انسحابها من القطاع عام 2005، لكن على مر السنين تآكلت هذه المنطقة العازلة، ويرجع ذلك جزئيا إلى مفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس لتخفيف الحصار على قطاع غزة، وفق “فاينانشال تايمز”.
وفي الأسابيع الأولى من الحرب، قال مسؤولون إسرائيليون كبار إنه سيتم إعادة فرض المنطقة العازلة، إذ أعلن وزير الخارجية آنذاك، إيلي كوهين، أن مساحة أراضي قطاع غزة “ستنخفض”.
وفي نفس السياق، أوضح آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، والذي يشغل في الوقت الحالي منصب وزير الزراعة، أن إسرائيل ستفرض “هامشاً” من الأمان حول قطاع غزة.
وأضاف في تصريحات أدلى بها خلال أكتوبر الماضي: “بفضل ذلك الهامش، لن يتمكن أحد من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية”.
المصدر : الحرة