عائلات الأسرى الإسرائيليين تقتحم البرلمان!
فند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين فيما يبدو تكهنات إعلامية ذكرت أن جهودا تجري لإبرام اتفاق هدنة جديد في غزة، وقال لأقارب الرهائن الذين تحتجزهم حماس إن الحركة لم تقدم أي مقترح جدي.
ونقل مكتب رئيس الوزراء عن نتنياهو قوله لمجموعة من أقارب الرهائن “لا يوجد اقتراح جدي من حماس. هذا (التكهن) غير صحيح. أقول هذا بكل ما يمكنني من وضوح لأن هناك الكثير من التصريحات غير الصحيحة التي تؤلمكم بالتأكيد”.
واقتحم العشرات من أفراد عائلات الأسرى الذين تحتجزهم حماس في غزة اجتماعا للجنة المالية في البرلمان الإسرائيلي اليوم الاثنين، وهم يصرخون “لن تجلسوا هنا بينما هم يموتون هناك!”. ودعت العائلات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراحهم.
وسارع أقرباء الأسرى إلى تنظيم احتجاجاتهم في الأيام الأخيرة، مطالبين الحكومة ببذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح ذويهم.
واحتشد عدد من أقارب الأسرى الإسرائيليين، ونصبوا الخيام، مساء الأحد، أمام مقر إقامة بنيامين نتنياهو، لمطالبته بإبرام اتفاق عاجل لتأمين إطلاق سراحهم، فيما تظاهر المئات في تل أبيب أمام مقر هيئة الأركان.
وقال جلعاد كورنبلوم الذي لا يزال ابنه محتجزا في غزة “نريد بحث (اقتراح) من الولايات المتحدة وقطر ومصر. نريد من حكومتنا أن تنصت وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرّر القبول بهذا الاتفاق أو بأي اتفاق آخر يناسب إسرائيل”.
وأعلن جون بولين، والد أحد الأسرى، “نحن كلنا كمواطنين مرتبطون بهذه البلاد، نخدم البلد وندفع ضرائبنا ونرسل أولادنا لخدمة البلد. لقاء هذه الخدمة وهذه الضرائب، نتوقع من الحكومة أن تضمن أمننا”.
وتابع “في صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تخلت هذه الحكومة ورئيس الوزراء عنا تماما… نطلب من الحكومة أن تقوم بدورها، أن تقترح اتفاقا، أن تنفذه بصورة جيدة وتعيد الأسرى المتبقين أحياء”.
وشدد نتنياهو الذي يواجه ضغوطا متزايدة بشأن إدارة ملف الأسرى، على استمرار الحرب حتى تحقق أهدافها، وأشار إلى رفضه شروط حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، واصفا إياها بـ”شروط الاستسلام”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت، خلال لقائه بعائلات رهائن، إن المعارك في خان يونس في ذروتها، وإن هناك علامات تشير إلى الاقتراب من المناطق الأكثر حساسية لحماس.
وأكد أن هذا سيقرب إسرائيل من تحقيق هدفيها الرئيسين للحرب، وهما تدمير حماس وإعادة المحتجزين، حسبما نقل مراسل الحرة بالقدس.
وفي الاحتجاج بالقرب من مقر إقامة نتنياهو، الأحد، قال عن جلعاد كورنبلوم، والد رهينة مختطف في غزة، قوله: “نطلب من حكومتنا أن تستمع وتجلس إلى طاولة المفاوضات وتقرر ما إذا كانت ستقبل بهذا الاتفاق أو أي اتفاق آخر يناسب إسرائيل”.
وأكد نتنياهو، الأحد، رفضه شروطا قدمتها حماس، لإنهاء الحرب وإطلاق سراح الأسرى تتضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وبقاء الحركة على رأس السلطة في غزة.
وقال نتنياهو، في بيان “مقابل الإفراج عن رهائننا، تطالب حماس بوقف الحرب وانسحاب قواتنا من غزة والإفراج عن جميع القتلة .. إذا قبلنا بذلك، فقد سقط جنودنا سدى. إذا قبلنا ذلك، فلن نتمكن من ضمان أمن مواطنينا”.
ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها الرابع، أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن الاستخبارات الأميركية أن إسرائيل قتلت “حوالي 20 إلى 30%” من عناصر حماس ولا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها المعلن بـ”القضاء” على الحركة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول التي لعبت دور الوساطة في التوصل إلى هدنة في تشرين الثاني/نوفمبر، تسعى لإقناع إسرائيل وحماس بالموافقة على خطة تسمح بإطلاق سراح جميع الأسرى مقابل انسحاب إسرائيل من القطاع.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.
وخطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا نقلوا إلى قطاع غزة، حيث لا يزال 132 منهم محتجزين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل لقوا حتفهم.
العربية