ظاهرة تهدد النساء والأطفال في بعلبك!
تحولت شوارع مدينة بعلبك إلى ملجأ للكلاب الشاردة والمسعورة. فكيفما تجولت في أسواق المدينة، تطالعكَ تجمعات من الكلاب الشاردة، وهي تنتشر بكثافة مع اقتراب هبوط الليل، وساعات الظلام حتى ساعات الفجر والنهار.
تحول تكاثر الكلاب الشاردة في مركز المحافظة في مدينة بعلبك، إلى مصدر تهديد للأطفال والنساء والعجزة والمسنين من قاطني وزوار مدينة بعلبك، ومن القادمين إليها من قرى مركز المحافظة للتبضع او لإنجاز معاملة.
في كل زاوية وبالقرب من كل حاوية، تجد تجمعات من قطعان الكلاب المتنوعة الأشكال والالوان والجنس، بما يتجاوز أصابع اليد وازيد منها، بعض هذه الكلاب كانت في المنازل قبل أن يسرحها مالكوها، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وعجزهم عن اطعامها.
بالقرب من سوق القصابين، تسرح مجموعات من الكلاب الشاردة ليلا، تجذبها رائحة الشم إلى هذا السوق، علها تظفر بشيء من بقايا شحم او لحم او عظام لا تجدها الا في حاويات القمامة، فتعمل على نبشها وبعثرتها أرضا من الحاويات، قبل استىئناف أشغال عمال البلدية اعمالهم مع بزوغ ساعات الفجر، وقبل ان تدق ساعات عمل عمال النظافة.
تتجاوز اعداد كل قطيع ما بين ثمانية إلى تسعة ، يقودهم قائد للقطيع وهو الأكثر استشراسا ، وهي تتوزع في الأحياء ولكل قطيع منها ساحته.
لا تفارق جماعات الكلاب محيط المسلخ او دار البلدية ليلا او نهارا، تتكاثر بشكل شبه يومي وتستشرش، وكما هو معلوم في فصل الشتاء.وتحولت هذ القطعان لمصدر قلق وتهديد وخطرعلى الزائرين والمارة من خارج الأحياء.
وما زاد الطين في بلة مع تفاقم الازمة الاقتصادية، اقدمت بعض العائلات التي كانت ميسورة قبل الازمة الاقتصادية بتسريح حيواناتها من كلاب وقطط، تشارك الكلاب تنافسا على حاويات القمامة.
يلجأ قسم كبير من هذه الكلاب في ساعات ما بعد الدوام الرسمي، للاستراحة في الأماكن الخالية وعلى ادراج البلدية او في باحات الادارات العامة، في ساعات ما بعد الدوام الرسمي.
ولهذا ، تراس محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في ٢١ ايار الماضي افتتاح جلسات تدريب مخصصة لمتطوعين للبدء بتنفيذ خطة تقضي بحل لهذه الظاهرة، وذلك بإقامة مأوى للكلاب على قطعة أرض، كانت مخصصة سابقا لبناء مركز حكومي شرقي مدينة بعلبك في أرض عائدة للبلدية، بحضور نقيب الأطباء البيطريين الدكتور ايهاب شعبان والدكتورة البيطرية باميلا جروج، وممثلين عن جمعية الدراسات والتدريب وجمعيات الرفق بالحيوان، وحصل نقاش وبحث مستفيض يقضي بوضع حد لهذه الظاهرة.
أعرب محافظ بعلبك الهرمل عن ارتياحه واهتمامه بتخصيص مركز لإيواء الحيوانات الشاردة في المدينة بالتعاون مع الجمعيات على قطعة أرض عائدة في ملكيتها لبلدية بعلبك، مع استعداد عدد من المتطوعين والمتطوعات والناشطين والناشطات فيما يتعلق بمسألة الرفق بالحيوان، ممن ابدوا استعدادهم لدعم المشروع كمتطوعين.اما بالنسبة للطعام فيمكن تأمينه مجانا من مخلفات وبقايا مسلخ مدينة بعلبك ، بما يراعي موضوع الصحة العامة والبيئة.
وركز محافظ بعلبك بشير خضر على أهمية التعاون بين وزارة الزراعة والبلدية والجمعيات على الأولوية بتقديم المساعدات الملائمة فيما يتعلق باللقاحات، على تتولى نقابة الأطباء البيطريين عمليات خصي الذكور.
اما الانطلاقة فكانت ضمن خطة تنظيم دورات تدريب للمتطوعين، كي يكونوا على تماس مباشر مع هذه الحيوانات، بهدف تجنب انتقال الامراض التي تنتقل بالعدوى من بعض الكلاب الشاردة.
ورحب خضر بخطوات وتجربة الجيش اللبناني التي انتجت لظاهرة حولت الكلاب الشاردة ، بحيث استطاع وضمن خطة مدروسة للجيش جعلت من الكلاب الشاردة التي كانت في محيط وزارة الدفاع والمطار الى كلاب حراسة، وقد أصبحت هذه الكلاب جزءاً من الواقع الأمني للحماية.
بدوره، أكد نقيب الأطباء البيطريين إيهاب شعبان على أهمية الإيواء من جانب إنساني، واكد أن اي اعتداء على الكلاب امر مرفوض وغير مبرر، ومن واجبنا ان نعاين هذه الحيوانات، وان نعمل كي لا تتكاثر، وسنبدأ من بعلبك ضمن خطة، لننتقل منها الى كافة المناطق اللبنانية.
الطبيب الصيدلي حسين الجمال الذي أجرى دراسة بعنوان الظاهرة والأسباب وطرق المعالجة والحل، قال : أجرينا دراسة حول المخاطر الصحية البيئية لهذه الظاهرة، تناولت الوضع القانوني، ودور البلديات بالمكافحة، وهي تؤكد على ان من واجب البلديات الحفاظ على السلامة العامة، مع الأخذ بالاعتبار الحماية للانسان والحيوان عملا بقانون الرفق بالحيوان، فالحل الامثل هو بانشاء مأوى للكلاب، وطالما دعونا لضبضبة الكلاب التي تعتدي على النسوة والأطفال الأمنين، نعود ونوكد بأن الحل هو بإقامة مأوى للكلاب، لان الكلاب تستشرس في فصل الشتاء، وتصبح مصدر اذية وتهدد الناس والزوار عند تحركهم بين الأحياء.
وأضاف: لقد اعتدت الكلاب على سيدتين أحداهما من آل الرفاعي، وبفضل عضة كلب شرس افتقدت هذه السيدة اصبعين من يدها اليمنى، حيث كانت تعيش بحكم عملها في مجال الحياكة والتطريز، ولم تسلم أخرى من عضة كلب بكتفها.وأكد ان الكلاب الشاردة تتسبب بداء الكلب، وبفضل عضة او بسبب فضلات يتركها كلب شارد على المزروعات، تنتقل الفيروسات إلى الإنسان ومن شخص إلى آخر.
رئيس “رابطة مخاتير بعلبك” علي عثمان طالب بايجاد حل سريع لظاهرة الكلاب الشاردة التي تستبيح المدينة، وبإيجاد حل بخصي الذكور للتخفيف من اعدادها لأنها تتكاثر بشكل سريع، ووضع إشارات ثبث على أنها ملقحة كما في تركيا وأوروبا، كي لا تسبب المشاكل الصحية، وناشد جمعيات الرفق بالحيوان من أجل مساعدة البلدية العاجزة عن إيجاد الحلول .واكد ان الوضع لم يعد يحتمل، الكلاب ترعب الاطفال والنساء، ولو كانت هذه الكلاب الشاردة في مكان آخر لوجد لها الحل الامثل.