كيف سيردّ “الحزب”؟
قال مصدر سياسي مسؤول لـ«الجمهورية»: انّ اغتيال صالح العاروري في الضاحية الجنوبية أحرج «حزب الله» الذي لا يسعى الى حرب واسعة مع اسرائيل، ويؤكّد ذلك التزامه بقواعد الاشتباك منذ 8 تشرين الأول الماضي، وحصر مواجهته للعدو ضمن منطقة الحدود الجنوبية، وتجنّبه القيام بأيّ خطوة عسكريّة من شأنها أن تتسبب بخلخلة الوضع الداخلي في لبنان. حيث انّ الاغتيال وضع «حزب الله» امام لحظة اختيار صعب، بين ان يوفي بوعد قطعه امينه العام السيد حسن نصرالله بالردّ على اي اغتيال لشخصية لبنانية او فلسطينية او ايرانية او سورية في لبنان، ويردّ على هذا الاغتيال بما يناسبه، وبين أن يقرّر احتواء الموقف والردّ موضعياً.
وبحسب المصدر، فإنّ «الإحراج الكبير لـ«حزب الله»، حتى ولو كان ملتزماً بالردّ على اي اغتيال، هو انّه لا يسبح في الداخل اللبناني في بحر يغطي اي خطوة يقوم بها، بل انّ المجتمع اللبناني منقسم عمودياً وأفقياً ايضاً بين مؤيّد لعمل «حزب الله» وبين رافض للانخراط في هذه الحرب بعد عملية «7 تشرين» واقتحام حركة «حماس» لمستوطنات غلاف غزة.
وسألت «الجمهورية» مسؤولاً كبيراً حول احتمالات ردّ «حزب الله»، فقال: «في مطلق الاحوال فإنّ ردّ الحزب حتمي، ذلك انّ الحزب لا يستطيع ان يمرّر هذا الاغتيال هكذا بكل بساطة، فله توقيته وتقديره الزمان والمكان الذي سيوجع فيه اسرائيل. الاّ انّ هذا الردّ في اعتقادي سيكون مدروساً ويفوّت الفرصة على اسرائيل في أن تحقق ما تهدف اليه من زعزعة استقرار لبنان».