هل ينفجر لبنان كله؟
من الواضح أن تشكيل التحالف الدولي لتأمين منطقة البحر الأحمر وحماية حركة السفن، قد نقل المواجهة في المنطقة إلى مستوى جديد، حيث يلاحظ الخبير والمحلل العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن “الحوثي أصبح الحصان الأول في الإستراتيجية الإيرانية وتراجع “حزب الله” إلى المرتبة الثانية، لأن النمطية التي يتّبعها، قد حدّدت مهامه ولم تحصل مفاجآت في هذا الموضوع حتى تاريخه، ولكن حتى بعد تشكيل القوة البحرية المشتركة أوالتحالف الدولي المؤلف من 9 دول بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، أتى الرد الحوثي بالإصرار على المواجهة، فيما دخلت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران على الخط عبر قصف قاعدة عين الأسد الأميركية، فيما وصل التهديد بالصواريخ الى إيلات، في دلالة على التأزم بين واشنطن وطهران”.
ويحذِّر الخبير ملاعب من ترجمة التأزم بين أميركا وإيران على الأرض بضغوط كبيرة في لبنان عبر التهديد، مؤكداً بأن إسرائيل، وباللغة العسكرية، تتعمّد في الفترة الأخيرة، القيام بعمليات استطلاع بالنار، بمعنى أنه كلما زادت من قصفها وقذائفها، كلّما استخدم الحزب أسلحةً جديدة، وبذلك تكون إسرائيل قد تعرّفت إلى أسلحة الحزب التي لم تُستخدم بعد، وعلى سبيل المثال، صاروخ “البركان” أو الصواريخ المضادة للطيران الجديدة التي ظهرت منذ يومين، وكذلك المسيّرات المتفجّرة.
وعن الهدف من هذا الإستطلاع، فيوضح ملاعب بأن إسرائيل تحاول أن تعرف ما الذي ينتظرها عند “حزب الله”.
لكن ملاعب يستغرب في هذا المجال، الغياب التام للدولة، مؤكداً أنها تتصرف كأنها غير معنية، إذ لم يسجل رفع مستوى الإستنفار في الجيش أو تجهيز المستشفيات أو تقديم مساعدات للجنود والعسكر بدل توزيعها يمنةً ويساراً، بينما المطلوب إعادة تعبئة الأسلحة في المنطقة في ضوء وجود احتمال بتطور الجبهة، ولو كان “حزب الله” هو من يقاتل.
وعليه، يشدد ملاعب على مسؤولية الدولة في إعلان حال الطوارىء والإستنفار وإعلان منطقة المواجهات منطقة عسكرية، ومواكبة عمليات الحزب، وبالتالي، اختيار الزمان والمكان اللذين يساعدان على تحرير الأرض، مطالباً وزير الخارجية بمطالبة الديبلوماسيين الذين يزورون لبنان، بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان.
وعن المخاوف من انزلاق الوضع في الجنوب إلى الحرب، يقرّ ملاعب بأن “ما يخيفنا كخبراء، هو الإستراتيجية الأميركية التي وُضعت في بداية العملية الإنتقامية الإسرائيلية، ومفادها بأن واشنطن لن تسمح بتهديد أمن إسرائيل، بمعنى أن إسرائيل قد هُددت واصبحت بحاجة لحماية أميركية دائمة، علماً أن هذه الحماية لن تكون دائمة، ولذلك التزمت أميركا أن تزيل كل العوائق التي تهدد أمن إسرائيل”.
وهنا، يتحدث ملاعب عن دورٍ للديبلوماسية اللبنانية، وهو أن تنزع فتيل وجود أي سلاح في الجنوب غير سلاح الجيش اللبناني، من خلال طرح الإنسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا وتطبيق اتفاق الهدنة، وأن تحتضن العمل المقاوم في الجنوب، وتوفر الإطمئنان للناس، على الأقل عبر استنفار الجيش وقوى الدفاع المدني في الجنوب.
والخشية الأكبر، يضيف ملاعب، تتمثل في أن الأميركيين لن يتركوا إسرائيل تحت التهديد، مشيراً إلى أنه في حال لم تصل واشنطن إلى مبتغاها، هناك خطورة أن ينفجر الوضع ليس في الجنوب فقط بل في كل لبنان.
المصدر: ليبانون ديبايت