خاص: غارة حومين رسالة إسرائيلية لـ”الحزب”.. والعملاء ينشطون!
وعلى الرغم من ضراوة العمليات الحربية بين حزب الله وقوات الإحتلال الإسرائيلية، إلا أنها وعلى مدى 70 يوماً بقيت عند حدود وقواعد اشتباك معينة، أي على جانبي الحدود ولو توسعت في العمق تدريجياً، لكنها لم تتوسع الى حرب شاملة تستهدف المنازل والمناطق المأهولة بالسكان والمؤسسات المدنية والمرافق الحيوية، لقناعة الطرفين بأن أي حرب واسعة ستكون مدمرة للبنان ولكيان الإحتلال.
بيد أن الهجمات التي يقوم بها حزب الله تشكل ضربات قاسية على “إسرائيل” ولم تعد محمولة لدى حكومة الإحتلال وفق ما يعلن مسؤولون إسرائيليون، نظراً للضغط الذي تسببه على المستوى العسكري والأمني والاقتصادي وتضع بنيمين نتانياهو أمام مأزقٍ كبير هو استعادة الأمن الى منطقة الشمال لإقناع المستوطنين العودة. ولذلك يحاول الإحتلال من وقت الى آخر، توسيع قواعد الإشتباك واستهداف مناطق بعيدة عن خطوط النار لتوجيه رسائل ردع لحزب الله، وآخرها الغارة الإسرائيلية عبر مسيّرة والتي استهدفت منزلاً في حومين التحتى في جنوب لبنان مساء أمس، قِيل إنه يعود لمرافق نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
وفي سياق ذلك، قرأ خبراء في الشؤون العسكرية والإستراتيجية ضربة أمس، بأنها رسالة إسرائيلية بالنار الى حزب الله، بأنه لا يمكن أن يستمر بعملياته النوعية ضد المواقع العسكرية في العمق الإسرائيلي وأن يبقي في الوقت نفسه على قواعد الإشتباك نفسها على الحدود فقط ويحمي بيئته الشعبية في شمال الليطاني، ولذلك أرادت الحكومة الإسرائيلية تجاوز الجغرافيا إلى منطقة إقليم التفاح التي تبعد أكثر من 50 كلم عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية لخرق الإستقرار الذي يعيشه أهل الجنوب في تلك المنطقة وتأليبهم على حزب الله. لكن الخبراء يشيرون إلى أن الغارة وإن تجاوزت منطقة الإشتباك والعمليات بكثير، لكنها مدروسة ومضبوطة بناء على معلومات استخبارية تؤكد خلو المنزل من السكان، ولذلك لم تؤدِ الى سقوط ضحايا مدنيين. ويستبعد الخبراء أن تذهب قوات الإحتلال الى توسيع جبهة الحرب على الجنوب ولبنان لأسباب عدة أبرزها غرق الجيش الإسرائيلي في مستنقع غزة وفشله في تحقيق أهداف الحرب، والثاني قوة الردع التي تمثلها المقاومة في لبنان التي تمتلك بنك أهداف كبير في “إسرائيل”، حيث نقلت مجلة “نيوزويك” الأميركية عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع بأن الحزب يملك 200 ألف صاروخ ويستطيع تدمير “إسرائيل”. لكن الخبراء يحذرون من نشاط لالفت لعملاء وجواسيس العدو الإسرائيلي في الجنوب من اللبنانيين والنازحين السوريين، ودعوا الأجهزة الأمنية لتفعيل مهماتهم ورصدهم لهذه الشبكات.