خارجيات

الحليفان في مأزق ومصالحهما تتضارب… لمن الغلبة؟

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

يغرق رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في مستنقع وحول لا يبدو الخروج منه متاحاً، فإلى صفعة العمر التاريخية التي تلقاها بعملية طوفان الاقصى، تتوالى الصفعات من الداخل والخارج الى درجة لم يعد يجد مكانا آمناً، حتى لدى اقرب المقربين منه، الولايات المتحدة الاميركية التي تقدمت حساباتها الخاصة على دعم حليفتها التاريخية اسرائيل بفعل ضغط الرأي العام على ابواب الانتخابات التمهيدية والتململ الواسع داخل الادارة جراء المجازر التي ترتكبها اسرائيل في حق الغزاويين ، ما حمل الرئيس جو بايدن على فرملة اندفاعته في دعم نتنياهو والشروع في البحث عن كيفية انهاء الحرب في اسرع وقت وقبل نهاية العام إن امكن.

اما في الداخل فيشتد الحصار على رئيس حكومة اسرائيل في ظل التهديدات بحل حكومته، مع تزايد الدعوات الغربية والدولية لوقف شامل لإطلاق نار في قطاع غزة في ضوء الهدنة المؤقتة، ما اضطره اليوم الى الاعلان عبر القناة 13 الإسرائيلية عن ان “أي خبر عن صفقة رهائن تؤدي إلى نهاية الحرب “خبر كاذب”. خلفية الامر، تهديد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بحل الحكومة الإسرائيلية في حال التوصل لوقف شامل للحرب في غزة، كما طرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ورقة اعتراضه، ولفت إلى أن وقف الحرب مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة “خطة للقضاء على اسرائيل مشيرا إلى أن الجهود مستمرة للقضاء على حماس. في حين أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك أن حكومة نتنياهو غير قادرة على إدارة الحرب داعيا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية دون نتياهو.

في المقابل يتعرض نتنياهو لضغوط متعاظمة من اهالي الرهائن الذين يكثفون الدعوات لإطلاق سراح جميع االاسرى، بمن فيهم الجنود، مقابل إنهاء الحرب، شأن اقترحه الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد خلال محادثات جرت في الدوحة امس مع رؤساء أجهزة استخبارات الولايات المتحدة ومصر وقطر عارضا وقفا طويلا لإطلاق النار وفق شروط ابرزها إطلاق سراح كل المحتجزين الإسرائيليين  بدءا بالأطفال والامهات وعدد ضخم من الأسرى الفلسطينيين.

وفيما يؤكد مسؤولون مصريون كبار إن الوسطاء القطريين والمصريين يضغطون من أجل المضي قدمًا لوقف القتال لفترة أطول، على أمل أن يتطور إلى وقف دائم لإطلاق النار، تقول اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” ان استمرار تمديد الهدن يمنح الطرفين لا سيما نتنياهو فسحة اضافية لتحديد الخيار الانسب لاسرائيل في ما يتصل بالتسوية السياسية بعد سكوت المدفع، بالتنسيق مع بايدن الذي يجهد  لتغيير مسار الصراع بين إسرائيل وحركة حماس بعيدًا عن العمليات العسكرية الواسعة وقد قال امس “إن استمرار الحرب في غزة”هو بالضبط ما تريده حماس وهو عدم رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين يعيشون جنباً إلى جنب في سلام”، مشيرًا إلى أن الاستمرار في السير على طريق الإرهاب والعنف والقتل والحرب يعتبر إعطاء حماس ما تسعى إليه و”لا يمكننا أن نفعل ذلك”.

الرئيس الاميركي الذي يضع في رأس قائمة اولوياته الانتخابات الرئاسية ووجوب خفض الضغط الداخلي من قبل الادارة، يدفع بقوة لارساء التهدئة في اسرائيل والقطاع  والافراج عن الرهائن الاميركيين لقطع الطريق على الجمهوريين باستهدافه في معركته الرئاسية  بورقة قوية

اذا، الحليفان بايدن ونتنياهو في مأزق ومصالحهما تتضارب. الاول يسعى لوقف الحرب باحثا عن طرق للخروج من المستنقع الاسرائيلي فيما يريد الثاني استكمالها للقضاء على حماس كما يتوعد، وهربا من سجن ينتظره بعدها بفعل ارتكابات تلاحقه قضائيا، وتعويضا عن خسارة تاريخية اصابته بطوفان الاقصى . فلمن تكون الغلبة؟ الايام المقبلة لا بد سترفع الستار عن تفاصيل مستقبل سيحكم ليس الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فحسب بل المنطقة برمتها، تختم المصاادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى