اهم الاخبارخاص topskyمحليات

خاص – جبهة الجنوب على فوهة بركان.. هل تندلع الحرب الشاملة؟

مع تزايد وتيرة التصعيد على الجبهة الجنوبية ومستوى العمليات العسكرية التي يشنها حزب الله على المواقع العسكرية والمستوطنات في العمق الإسرائيلي، ترتفع احتمالات خروج الوضع عن السيطرة والإنزلاق نحو حربٍ شاملة تنقل العمل الحربي من جانبي الحدود إلى استهداف المباني السكينة والمدنية والمرافق الحيوية، قد تتدحرج إلى حرب إقليمية كبرى تدخل فيها الولايات المتحدة وجبهات متعددة.
لا شك أن هذا “الدوز” من العمل العسكري لحزب الله ألحق خسائر بشرية ومادية فادحة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ما يُشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة الإسرائيلية التي تتخبط في الجبهة الغزاوية وفشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، وقد يدفعها إلى توسيع الحرب على لبنان، وهذا ما حذر منه السفير الروسي في لبنان منذ أيام ومسؤولين أميركيين، فيما لوح مسؤولون إسرائيليون بالحرب بحال استمرت عمليات الحزب، وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم بأن “هجمات حزب الله قد تؤدي إلى حرب في لبنان”. فيما اعتبر المبعوث الأميركي للشؤون الإنسانية للشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد بأنه “على حزب الله وقف الهجمات على إسرائيل إذا أراد أن يتجنب التصعيد”.
تواجه الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيمين نتانياهو تحديداً معضلة شائكة وصعبة هي إعادة الأمن على الحدود الشمالية مع لبنان لإعادة عشرات آلاف المستوطنين النازحين من الشمال الى الوسط، لا سيما وأن المستوطنين يرفضون العودة طالما أن حزب الله موجوداً ويتحكم بمصير الشمال على حد قول الصحافة الإسرائيلية التي تكشف أن نتانياهو طلب من الأميركيين الضغط على الحكومة اللبنانية وقوات اليونفيل لسحب “قوات الرضوان” من الحدود وتطبيق القرار 1701، ما يرفع احتمالات قيام “إسرائيل” بشن حرب على لبنان للتعويض عن هزيمتها في غزة أولاً ولإخراج حزب الله من جنوب الليطاني واستعادة الأمن لإعادة المستوطنين.
فهل تندلع الحرب الشاملة؟ وأي مستوى تصعيد يستطيع نتانياهو تقبله من حزب الله لكي لا يذهب الى حرب موسعة؟ وهل إعادة الأمن إلى الشمال وإعادة المستوطنين إليه، ستفرض على نتانياهو حرباً على حزب الله؟ وهل يستطيع دفع ثمنها وتداعياتها على “إسرائيل”؟
حزب الله و”إسرائيل” لا يريدان الحرب الشاملة، كلٌ لديه أسبابه وظروفه الداخلية، لكنهما يلعبان على حافة الهاوية.. “الحزب” يربط انخراطه بالحرب ومستوى التدخل، بمجريات الميدان في غزة، وهو في موقع الهجوم ويُغير قواعد الإشتباك ويلحق به الإسرائيلي، وعندما يوسع الحزب نطاق الاستهداف وحجم المواقع المستهدفة ونوعية السلاح المستخدم، ترفع بدورها “اسرائيل” نطاق اعتداءاتها، حيث وصلت الى الزهراني وجبل الريحان، لكن حزب الله رسم حدود عملياته في المنطقة العسكرية ولم يستهدف البنى السكنية والمرافق الحيوية في “إسرائيل” إلا بعدما فعلت الأخيرة ذلك باستهداف المدنيين في عيناتا والصحافيين أمس، لكنها أيضاً لم توسع بنك أهدافها إلى مبانٍ سكنية ومرافق حيوية وبقيت في المنطقة الحدودية مع بعض الإستثناءات.
وإن كان “الحزب” لا يريد الحرب لأن يدرك حجم هشاشة الجبهة الداخلية اللبنانية ومعارضة قوى عدة الحرب والمناخ العربي والدولي الداعم لـ”إسرائيل”، لكن للأخيرة الكثير من الأسباب التي تجعلها تعد للألف قبل توسيع الحرب ضد لبنان:
*أولاً المعارضة الأميركية للحرب على لبنان لأسباب تتعلق بالمصالح الأميركية في لبنان والمنطقة، وقد أرسل الرئيس الأميركي مستشاره الخاص لشؤون الطاقة الى لبنان منذ أسبوعين وإلى “إسرائيل” منذ أيام لاحتواء الموقف والضغط على كل الأطراف لعدم توسع الحرب.
*لأن أي حرب موسعة على حزب الله تعني الذهاب الى حرب إقليمية في إطار وحدة الساحات لمحور المقاومة.
*لا تستطيع “اسرائيل” خوض الحرب على جبهتين رغم الدعم الأميركي الكبير، في ظل توزيع جيشها على جبهات عدة – غزة والضفة الغربية ولبنان والجولان واليمن والعراق.
*يعرف المستوى العسكري والأمني في الكيان الإسرائيلي حجم القدرات التي يملكها الحزب، والتي تقدر بأضعاف لقدرات حرحة حماس والجبهة الجنوبية أخطر بكثير من الجبهة في غزة.
*أي حرب ستؤدي الى وقف تصدير الغاز من حقول كاريش وتامار وغيرها، الى أوروبا في ظل أزمة الطاقة في أوروبا بعد الحرب الروسية – الأوكرانية.
لا يريد حزب الله الحرب، لكنه يربط حجم انخراطه ويوزن عملياته على إيقاع تطورات الحرب في غزة، والمعادلة هي التالية: الحزب يلتزم الهدنة التي ستدخل حيّز التنفيذ صباح الغد، لن كلما طالت الحرب في القطاع وارتفعت نسبة الخطر على حركة حماس وعلى غزة، ارتفعت بالمقابل نسبة انخراط الحزب وبقية جبهات محور المقاومة وصولاً إلى الحرب الكُبرى.

خاص – Top sky news

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى