بعد خطاب السيد.. الجميّل: نرفض ربط مصير اللبنانيين بمصير غزة
رأى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، تعليقًا على كلام الأمين العام لـ “حزب الله”، السيد حسن نصرالله، أن “ما من جديد فكل الخطاب كان متوقعًا بشكل كامل”، مؤكدًا أننا نعلم “ألّا قرار عند المحور بفتح كل الجبهات، ولهذا السبب تبرّأ أمين عام حزب الله من عملية 7 تشرين الأول، وقال بصراحة إنها حصلت من قبل حماس وتحتفظ إيران وكل أذرعتها في المنطقة بهذه الورقة”.
أضاف الجميّل في مداخلة عبر العربية: “اليوم تبيّن أكثر فأكثر أن لبنان الرسمي غير موجود وإرادة الشعب اللبناني لا اعتبار لها وكذلك رأي المؤسسات الشرعية والقرار محصور بيد السيد نصرالله المرتبط قراره بالمحور، وهو أعلن بوضوح أنه ينتمي له وربط مصير اللبنانيين بمصير غزة وهذا ما نرفضه”.
وتابع: “نصرالله قال بكل صراحة ووضوح إن قرار الدخول في الحرب يأخذه هو والمحور ومرتبط بالتطورات في غزة وأصبح مصير الشعب اللبناني عكس الشعبين الأردني والمصري وشعوب العالم مرتبطًا بالتطورات العسكرية التي تحصل في غزة”.
ولفت الجميّل إلى “ألّا أحد يستطيع التأكيد أو النفي إن كان محور الممانعة لديه علم بما تحضّره حماس، ولكن الأكيد وما يهمني هو ما يحصل اليوم وما يمكن أن يحصل غدًا وما يهم الشعب اللبناني من ألّا ننجر الى المشاهد التي نراها في غزة”.
وأردف: “بقدر ما نتعاطف مع شعب غزة، وبقدر ما نرفض المجازر بحق المدنيين، بقدر ما لسنا على استعداد لنعيش في لبنان هذه المأساة التي سبق وعشناها على مدى 50 سنة ونرى بلدنا يتدمّر بسبب حسابات حزب الله بجرّ لبنان الى هذه الحرب”.
وجدّد الجميّل تأكيده أنّ “حزب الله يتصرّف انطلاقًا من مصلحته ومصلحة إيران، الأمر لا يتعلق بحماس بل بمصلحة حزب الله وايران واليوم مصلحتها ألّا تدخل في الحرب ويمكن أن تتغيّر في المستقبل، والحزب ترك الخيارات مفتوحة وأكد أننا بمعزل عن رأينا وطائفنا وانتمائنا رهينة قراره وهذا تعدٍّ على حق الشعب اللبناني بتقرير مصيره وخطف لحياة اللبنانيين وربطها بما يحصل في المنطقة وغزة وبالمحور الذي ينتمي إليه وهذا ما نرفضه بشكل قاطع”.
وشدّد الجميّل على أننا “نعرف والسيّد نصرالله يعرف أن دخول الحزب إلى سوريا والدفاع عن نظام الأسد لم يكن قرار حزب الله بل كان قرارًا إيرانيًا وتم تنفيذه من الحزب وهذا مثل من الأمثلة التي نتحدث عنها، وبالنتيجة من يموّل ويسلّح والمرشد الروحي والسياسي هو الذي يمون بنهاية المطاف على قرار هذه الجماعات”.
وعن رد نتنياهو على نصرالله الذي قال: “أي خطأ سيكلّفك ثمنًا لا يمكنك حتى تخيّله”، قال الجميّل: “كل الاحتمالات مفتوحة، والمسؤولية على المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف المجازر وتهدئة الحكومة الإسرائيلية وعلى ايران لتهدئتها ووقف الخطف الذي تقوم به لشعوب المنطقة وعبر الجماعات المسلّحة منها حزب الله في لبنان التي تأخذ الشعب رهينة، مضيفًا: “هناك جهد عربي ودولي يجب أن يُبذل لحماية لبنان والفلسطينيين لوقف مسلسل الدمار وقتل الأبرياء”.
وشدّد على أن “من حق الفلسطييين بعد كل القهر منذ 75 عامًا أن يدافعوا عن أنفسهم، فالوضع الذي وضعوا فيه لا يطاق ولا يمكن لأي شعب أن يتحمل هذا السجن، لكن بالنسبة لنا وانطلاقًا من قناعاتنا الإنسانية والأخلاقية لا نبرر بأي شكل من الأشكال قتل الأطفال والنساء والأبرياء، فهذا أمر مرفوض من أي مكان أتى وعلى أي شعب مورِس وهذا موقف إنساني ومبدأي”، مؤكدًا أن “من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم والعمل لتحقيق دولة مستقلة، ولكن الحل بقيام الدولتين والعودة الى مبادرة ولي العهد السعودي الملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهدفها استعادة السلام في المنطقة والذهاب الى مسار سلام فهذا المسار الصحيح، أما مسار الدماء من حكومة التطرف في إسرائيل التي تصر على إبادة الأبرياء فلن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف والقتل والدمار ولن يحقق الاطمئنان للشعب الفلسطيني”.
وعن أن الحل يكمن في الإفراج عن الأسرى قال الجميّل: “هي حلول مؤقتة واقتراحات يتم عرضها خلال المعركة، لكن الحل النهائي لهذا الصراع هو الذهاب الى مسار سلام في المنطقة ووضع حد لتجاوزات إسرائيل وادخال الطرفين في مسار سلام ما يؤدي الى إعطاء الفلسطينيين الحق في دولة مستقلة، وفي الوقت نفسه الضغط على إيران لفكفكة الميليشيات التي في كل محطة تشعل النار وتؤدي الى مأساة وتأخذ شعوب المنطقة رهينة، فقد حان الوقت لترتاح شعوب المنطقة ونذهب الى مسار الحداثة والانفتاح والتطور والنهوض الاقتصادي”.