هل نجح العرب في إفشال الدعاية الإسرائيلية؟
بالتوازي مع التطورات العسكرية التي تجري على الاراضي الفلسطينية في غزة، تندلع حرب الكترونية تحاول تصوير العدو الاسرائيلي على انه الضحية رغم كل المجازر الذي يرتكبها في حق المدنيين آخرها مجزرة مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 500 قتيل، فهل نجح الكيان بالحفاظ على هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
تُشير الدكتورة حياة الحريري، أكاديمية وباحثة لبنانية، الى انه “لطالما كانت “ميتا” منحازة ضد العرب لا سيما في ما يخص محاربة المحتوى الذي يؤيد القضية الفلسطينية وينشر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين. وإذا عدنا بالذاكرة إلى محطات سياسية عدة، نلاحظ أن “ميتا” تتبع أجندة سياسية معيّنة منحازة للرواية الأميركية والإسرائيلية، لا بل على سبيل المثال فهي تدخلت وتلاعبت بخيارات الناخبين الأميركيين منذ سنوات عدة لمصلحة ترامب. إذا، “ميتا” هي أداة سياسية أميركية استخباراتية ومن هنا لا نستغرب هذه الحرب على المحتوى المؤيد لفلسطين والذي يناهض الاحتلال الإسرائيلي”.
وتُضيف في حديث لموقع Topskynews: “لا شك أنه في الأسبوع الأول من الحرب على غزة، كانت الرواية الإسرائيلية والبروباغندا الغربية هي التي تسيطر على المشهد الإعلامي. أعتقد أن الرواية العربية من خلال الإعلام العربي المؤيد لفلسطين. مثلا، استطاعت قناة الجزيرة التي يتم استهدافها ومحاربتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومن قبل الأميركيين استطاع أن يخرق المشهد الغربي المنحاز والذي يصوّر الاحتلال الإسرائيلي أنه الضحية. هذا التأثير ظهر جليا في الفيديوهات التي انتشرت مؤخرا عن متظاهرين أميركيين يهاجمون الإعلام الأميركي المنحاز لإسرائيل والسياسيين الأميركيين الذين يضللون الرأي العام مستندين إلى تغطية الجزيرة”.
ورأت الحريري أنّه لا بدّ من الإضاءة على الجهد الجبار والملفت الذي يقوم به الناشطون باللغات المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي في تحدّي كل التضييق على المحتوى المؤيد لفلسطين وفي نشر جرائم الاحتلال بحق المدنيين في غزة وكشف كل الأكاذيب الإسرائيلية والغربية المنحازة”، مُشيرةً الى أنه بفضل عدد من المحطات العربية وضغط العرب على وسائل التواصل الاجتماعي فإن العرب ينجحون كل يوم أكثر في إفشال الدعاية الإسرائيلية الكاذبة في تصوير نفسها أنها الضحية.
واعتبرت أنه من المبكر الحديث عن انتصار كلّي في الحرب الالكترونية، لكن المؤكد أن العرب استطاعوا إحداث الخرق المطلوب بالضغط ونشر جرائم الاحتلال لتبدّل المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى بات الإعلام الغربي التقليدي في مأزق فبدأ عدد منهم بالاعتراف ولو خجلا أحيانا بتضليل الرأي العام الغربي.
هذا وأكّدت الحريري أن الإعلام يُشكّل سلاحا هاما وأساسيا في هذه الحرب، وكل الحروب بشكل عام، موضّحةً ان الاحتلال الإسرائيلي يستثمر مع شركائه الغربيين مليارات الدولارات لنشر الرواية الإسرائيلية الكاذبة ولمحاربة المحتوى العربي المؤيد لفلسطين بأشكال متعددة كالحسابات المزيفة والأخبار المغلوطة وحجب لصفحات الناشطين الذين ينشرون حقيقة جرائم هذا الاحتلال.
إذاً، المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي برأيها “لا تقلّ أهمية عن المعركة العسكرية، وعلينا جميعا الاستمرار بهذا الضغط والزخم في نشر حقيقة جرائم الاحتلال وخرقه لكل القوانين الدولية. وقد نجحنا نسبيا في تغيير مزاج الرأي العام الغربي الذي بدأ يعي حقيقة الجرائم الإسرائيلية وكذب الدعاية الإسرائيلية والغربية وعلينا جميعا كإعلاميين وناشطين ومهتمين كلّ من موقعه الاستمرار بهذا الضغط وبكل اللغات. عامل اللغة الأجنبية مهمّ جدا للوصول إلى الرأي العام الغربي”.