حادثة السفارة: رسالة إيرانية إلى واشنطن!
بقيت حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر ليل الأربعاء الفائت في واجهة الاهتمام السياسي والديبلوماسي، الى جانب التحقيقات الجارية من أجل «ملاحقة المرتكب ومحاسبته»، كما صرّحت السفيرة الأميركية دوروثي شيا. كما لم يغب عن المراقبين أنّ الحادثة أتت في سياق من الأحداث المتنقلة، فمن جريمة اغتيال الياس الحصروني مسؤول حزب «القوات اللبنانية» في عين ابل، مروراً باستهداف مركز «القوات» ليل الأربعاء – الخميس في زحلة، ثم حادثة السفارة، بدت كلها كأن هناك مسلسلاً أمنياً متنقلاً. حتى أنّ قطع طريق خلدة عصر أمس في الاتجاهين، ولو لفترة وجيزة أثار القلق من أبعاده الأمنية. فهل من معطيات تميط اللثام عن هذا المسلسل؟
ليس هناك من جواب وافٍ على السؤال، انما بحسب معطيات التحقيق الجاري في حادثة السفارة، تبيّن أنّ هناك «ثغرة» استفاد منها المسلح المجهول، كي يطلق الرصاصات الـ 15 من رشاشه الحربي في اتجاه مبنى السفارة. وهذه»الثغرة» كانت في المنطقة التي تقع مسؤوليتها على الأمن اللبناني، وفقا ل”نداء الوطن”.
وبحسب المصادر إنّ «كل ما يحصل على الأراضي اللبنانية هو مسؤولية أمنية لبنانية». وقالت: «إنّ التساهل يجعل المرتكب يتمادى، وما حصل على مستوى السفارة خطير، وإذا لم يتبيّن الفاعل، سينضم هذا الملف الى ملف الاغتيالات السياسية، لأنّ من اغتال لديه من التنظيم ما يكفي للقيام بعمله». وأضافت: «إن منطقة السفارة الأميركية في عوكر، هي حزام أمني بامتياز ولا يمكن لفرد أن يخرق هذا الحزام، ما يعني أنّ هذه الرسالة، في ذكرى تفجير السفارة عام 1984، هي رسالة أمنية متطورة. وهناك جهة رصدت وراقبت ورأت ثغرة يمكن الدخول منها ففعلت».
في موازاة ذلك، قالت أوساط ديبلوماسية غربية: «إنّ حدود دور «حزب الله» على المستوى الداخلي هي سياسية، لكن كل ما يتعلّق بالشأن السوري أو الإسرائيلي أو الأميركي، فهو ايراني، وبالتالي فهذه رسالة ايرانية الى الولايات المتحدة من لبنان متعددة الأوجه تبدأ من دور أميركا في ضبط الحدود العراقية السورية ولا تنتهي بالقول إنّ الولايات المتحدة حريصة على الاستقرار في لبنان، لأنه إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني فهذا الفريق يريد أن يظهر أنّ الأمن في لبنان في يده وليس في يد الجيش أو أي فريق آخر».