هل بات السلام السعودي – الاسرائيلي وشيكا؟
كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة بثت مقتطفات منها الأربعاء أن المملكة “تحقق تقدماً” باتجاه التطبيع مع إسرائيل. وقال لشبكة فوكس نيوز “نقترب كل يوم أكثر فأكثر من تطبيع العلاقات مع إسرائيل”. وأضاف “بالنسبة لنا، القضية الفلسطينية مهمة للغاية. علينا حلها، ونتباحث مع الأميركيين للوصول إلى نتائج جيدة ترفع معاناة الفلسطينيين”. وأوضح أن تعليق المفاوضات بشأن العلاقة مع إسرائيل “غير صحيح”، وتابع أنها “كل يوم تتقدم”. وذكر أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن إن نجحت بأن تعقد اتفاقا بين السعودية وإسرائيل “سيكون الأكبر من نوعه منذ الحرب الباردة”. وقال “كل يوم نقترب” من التوصل إلى اتفاق، واصفا إياه بأنه “اتفاق جدي و حقيقي”، مشيرا الى ان “لدينا مفاوضات جيدة مستمرة حتى الآن وسنرى إلى أين ستصل، ونأمل أن تسهل الحياة للفلسطينيين وجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط”. وذكر ولي العهد السعودي إن بلاده “مستعدة للعمل مع أي زعيم إسرائيلي إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق”، وأضاف “إذا حققنا انفراجة للتوصل إلى اتفاق يمنح الفلسطينيين احتياجاتهم ويجعل المنطقة هادئة، فسنعمل مع أي جهة هناك”.
هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع لقاء بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك. وعلى وقع هذه المواقف السعودية، أفيد اليوم ان نتنياهو امر مسؤولين أمنيين وخبراء النووي الإسرائيلي بالتعاون مع الولايات المتحدة في كلّ ما يتعلق بالمحادثات الدائرة حول تحوّل السعودية إلى ثاني دولة في الشرق الأوسط بمقدورها تخصيب اليورانيوم. ووفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، وما نقلته وسائل إعلام عبرية اليوم، فإن “الطاقم الذي عيّنه نتنياهو وأعطاه توجيهات، يعمل بصورة سريّة”.
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المساعي الاميركية للتوصل الى اتفاق بين الرياض وتل ابيب، يبدو انها تحقق تقدما مطّردا وان العقبات امام الوصول الى هذا الهدف الثمين الذي تتطلع ادارة بايدن بشغف الى تسجيله، تُذلّل تباعا. ففي حال صحّت المعطيات التي تتحدث عن ضوء اخضر اميركي – اسرائيلي لتخصيب المملكة اليورانيوم “لاغراض سلمية طبية …” وهو احد مطالبها للتطبيع، يبقى الشرط الثاني المُتعلّق بايجاد تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني – الاسرائيلي، يكون عادلا للفلسطينيين ويؤمّن لهم كامل شروط العيش الكريم والسيادة التي يطلبون على اراضيهم، الوحيد، المطلوب سعوديا للتوقيع على السلام مع اسرائيل. وهنا، الطابة في ملعب الاخيرة. فهل تتجاوب ونرى انجازا يثبّت اكثر دعائمَ السلام والاستقرار في الشرق الاوسط ويطفئ فتيل اكبر ازمات المنطقة مرة لكل المرات ويسحب من كل من تذرّع بها، الحجة لتصدير السلاح والثورة الى الاقليم والعالم؟!