“أنا سأديره”… برّي: يحدد تاريخ الحوار
لم تتّضح صورة المواقف النّهائيّة من الدّعوة إلى الحوار، وخطاب رئيس التّيّار الوطنيّ الحر أمس في حفل إعادة تسميته رئيساً لدورة ثانية خير دليل على انتظاره لحصيلة المواقف الخارجيّة، فأعطى موقفاً رماديًّا بين الموافقة والرّفض.
أمّا في عين التّينة فاللّغة مختلفة، حيث يُكثر الرّئيس نبيه برّي من ترداد عبارات الحوار والتّشاور والتّوافق، مستشعراً خطراً يهدّد الكيان اللّبناني يُفترض أن يفرض على الجميع التّعالي فوق حساباتهم الشّخصيّة والسّياسيّة لحساب لبنان وبقائه.
ومن هذه الرّوحيّة انبثق الاتّفاق الذي تمّ بين حركتي فتح وحماس برعاية رئيس المجلس، متجاوزاً كلّ التّعقيدات الّتي تتحكّم بواقع مخيّم «عين الحلوة» والّتي يملك الرّئيس برّي إحاطة ميدانيّة وسياسيّة كاملة بها خوّلته التّدخّل في الوقت المناسب لإنضاج التّسويّة، ووقف شلّال الدّم والخراب الّذي يهدّد الأمن اللّبناني والقضيّة الفلسطينيّة على حدّ سواء.
وفيما تردّدت الكثير من الأخبار والشّائعات، عبر بعض الصّحف والمواقع الإلكترونيّة، بأنّ برّي كان قاسياً مع قادة حماس، نفى الرّئيس بري هذه الافتراءات لـ«اللواء»: «بالعكس تماماً، أنا ممتن لحركتي فتح وحماس على تجاوبهما والمساهمة في وقف الاشتباكات تمهيداً لاستكمال تطبيق باقي بنود الاتّفاق، كنت واضحاً وصادقاً مع الطّرفين وكانا كذلك معي فتمكّنا من الوصول إلى حلّ».
أمّا في ملفّ الرّئاسة، فبرغم انسداد الأفق وكثرة الحديث عن انتهاء دور موفد الخماسيّة «جان إيف لودريان» ودفنه للمبادرة الفرنسيّة، وحتّى القول بانتفاء حماسته للحوار بعد لقائه النّوّاب السّنّة في دارة السّفير السّعودي وليد بخاري، وتبنّيه وجهة نظر السّعوديّة بتأييد وصول قائد الجيش «جوزف عون»، وبرغم الحديث عن دعوة لودريان الأفرقاء الّذين التقاهم إلى البحث عن خيار ثالت بعد انعدام فرص كلّ من جهاد أزعور وسليمان فرنجيّة، إلّا أنّ تلك التّحليلات والتّأويلات تسقط بحضرة المعلومات الّتي يمتلكها رئيس المجلس، والّتي أفصح عن بعضها، في حوار معه، بما يخدم مسار التّفاهم والحوار.