بعد إعصار ليبيا المُدمّر… هل لبنان مُعرَّض للخطر؟
كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
شهدت ليبيا أكبر كارثة طبيعيّة في تاريخها، مع اجتياح إعصار “دانيال” البلاد الذي أدّى إلى سقوط آلاف الضّحايا، كما خلّف وراءه مدناً وقرى وبلدات منكوبة، ما أحدث صدمةً عالميّة. غالبيّة المدن التي تأثّرت بالإعصار المدمّر تطلّ على البحر المتوسّط، وهو أمر من النّادر أن يحصل، ما دفع اللّبنانيين إلى التّساؤل حول احتمال أن يكون لبنان تحت رحمة إعصار مُشابه لـ”دانيال” في يوم ما. فما حقيقة هذا الأمر، علميّاً؟
يوضح رئيس مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت مارك وهيبة أنّ لبنان مُعرَّض للأعاصير بشكل عامّ.
ويقول في حديث لموقع mtv: “لم نشهد هذا النّوع من الأعاصير في محيط البحر الأبيض المتوسّط، لكن، أخيرًا، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل عام، ودرجات حرارة مياه البحر بشكل خاص، بدأنا نشهد هذا الأمر بنسبة أكبر، لأنّ الموضوع مرتبط بتغذية الغلاف الجوّي بكمّيّات من الرّطوبة، فعندما ترتفع حرارة البحر، يصبح التبخّر أعلى فتحمل الأجواء كمية مياه أكبر، لذلك تحمل الغيوم الرّكاميّة مخزوناً كبيراً من المياه ما يؤدّي الى هطول كمية كبيرة من الأمطار”.
ويضيف: “مياه البحر السّاخنة وموجات الحرّ لا تكفي لتشكّل الأعاصير، بل يجب أن ترافقها تشكيلات من الضّغط الجوّي تسمح لمناطق من الضّغط الجوّي المنخفض التي تكون مصحوبة بكتل هوائيّة باردة في طبقات الغلاف الجوّي العليا، ما يسمح لهذه الكتل الباردة العليا من الاقتراب باتّجاه الجنوب بدلاً من حصر توجّهها نحو أوروبا”، ويُتابع: “هذا الأمر يخلق “عدم استقرار” عنيفاً، وهو ما يُعتبر عكس الطّبيعة”.
ويشير وهيبة إلى أنّ “المحيطات كانت تشهد هذا النّوع من الأعاصير، لكن هذا العام خصوصاً، حركة الكتل والضغط الجوي الموجودة فوق أوروبا والمتوسط خلّفت جموداً في تحرّك المنخفضات والمرتفعات الجوّية، سمح لكتل باردة من الدّخول فوق أوروبا، وتحديداً اليونان، ثم توجّهت نحو تركيا ما أدى إلى فيضانات مدمّرة في البلدين، ثمّ تابعت صوب البحر وهذا ما أظهرته صور الأقمار الصّناعيّة، حتّى وصلت إلى ليبيا مع أمطار غزيرة وعواصف ورياح شديدة”، مضيفاً: “كمية الأمطار الهائلة تسبّبت بضغط كبير على السّدود، ما أدّى إلى تفجّرها فمسحت المياه الجارفة قرى ومدناً عدّة، لا سيّما أرض ليبيا رمليّة ولا بنى تحتيّة مجهّزة”.
ويؤكّد “ألا شيء يمنع من أن تتشكّل الأعاصير في منطقتنا، لكن هذا الأمر يلزم وصول كتل باردة إلى المنطقة، وهو أمر نادراً ما يشهده الحوض الشّرقي للبحر المتوسّط، فتكون هذه الكتل فوق وسط المتوسّط إجمالاً”.
ويجزم وهيبة بأنّ لبنان لن يشهد أي إعصار في المدى القريب، “لكن للأسف لا يمكن أن نتوقّع أي شيء على المدى البعيد”.