بعد التوتر الأمني… هل الاستكشاف النفطي بخطر؟
من المتوقع أن تظهر نتائج الحفر والتنقيب في البلوك 9 أو ما سُمّي بـ”حقل “قانا” في غضون شهرين أو ثلاثة، ليتظهّر الخيط التجاري من الخيط الذي يكفي السوق المحلية، وفي كلتا الحالتين الأمل كبير في استبعاد أي نتيجة سلبية كما حصل في البلوك رقم 4. إذ أن المنطقة الجنوبية، بإجماع الخبراء، واعدة في البلوكات 8 و9 و10.
الخبير النفطي الدكتور ربيع ياغي يأمل خيراً من نتائج الاستكشاف، ويقول لـ”المركزية” في السياق: البلوك 9″ تحديداً هو رقعة واعدة جداً بحسب المسوحات الجيولوجية… وإذا كانت الكميات تجارية فيكون لبنان محظوظاً بذلك، على أن تنطلق لاحقاً عمليات التقييم والتطوير، على رغم أنها تتطلب سنوات عدة إنما يكون أصبح لدينا الأمل في انفراج اقتصادي حتى لو لم يكن قريباً، وسيتحسّن تصنيف لبنان الائتماني من قِبَل المؤسسات الدولية، وتكون بالتالي بداية ممتازة للأجيال القادمة.
التوتر الأمني
ومع عودة التوتر الأمني ليلاً في مخيّم عين الحلوة، معطوف على الخروقات الأمنية الإسرائيلية على الحدود الجنوبية وآخرها في بلدة ميس الجبل ليلاً…، تتجدّد المخاوف من أي تصعيد جنوباً يؤثّر على عمليات الحفر والاستكشاف، لكن ياغي يطمئن هنا إلى أن “عملية الحفر والاستكشاف تبعُد في حدود 100 كلم عن البرّ”.
ويُضيف: من الناحية الميدانية، تبعُد الأنشطة البترولية المتوقعة في البلوك 9، مسافة كافية عن البرّ.
ولم يغفل الإشارة إلى أن “الاستثمارات بمليارات الدولارات، وبالتالي لما كان الفرنسيون أقدموا على هذه الخطوة لو لم يحصلوا على ضمانات أو ربما أبرموا اتفاقاً ضمنياً مع الجانب الإسرائيلي الذي يستفيد من عملية الاستكشاف التي ستحصل في هذا البلوك”.
الترسيم البرّي
وعن مصير ملف ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل والذي عاد إلى واجهة الاهتمامات مع الزيارة الأخيرة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين إلى لبنان، يقول ياغي: ستأتي فترة ليصبح هناك ربط وثيق بين ترسيم الحدود البحرية والبريّة، والتي كان لبنان يطالب بها أساساً كسلّة متكاملة مع امتدادها في اتجاه البرّ.
ويلفت إلى أن “النقاط الـ12 التي تشكّل محور الخلاف بين الجانبين وتحديداً الـB1 النقطة الأساس ما بين الشاطئ اللبناني والبرّ الواقع في منطقة الحدود، فيُفترض أن تنتهي يوماً عبر الاتفاق عليها بين الطرفين”.
تجدر الدعوة إلى “التركيز على الحدود البحرية وتحديداً المنطقة الاقتصادية الخالصة التي نأمل أن تكون نتائج الاستكشاف فيها إيجابية… وبعد ذلك لكل حادث حديث” يختم ياغي.