دعوة بري للحوار… حول ماذا؟
في كلمته لمناسبة ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه أمس الأوّل، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرة للخروج من مأزق إنتخاب رئيس للجمهورية قائلاً: “تعالوا الى حوار في شهر أيلول لمدة أقصاها سبعة ايام والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيس للجمهورية”. سائلاً: “هل ممنوع على مكون سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده؟”، مؤكدًا أنّ “إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع “فيتوهات” على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية”. فما هو موقف المعارضة من الدعوة؟
النائب بلال الحشيمي يؤكد لـ”المركزية” أنّ “هذه الدعوة يجب أن توجّه للفريق الآخر لأنه هو من يفرض رئيساً وهو من قال انه لن يتخلى عن مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وطرح معادلة إما فرنجية أو التعطيل، وفرض شروطه قبل الدخول الى الحوار. بالطبع ليس هناك أي شيء أجدى من الحوار، لكننا مررنا بحوارات عدّة ولم نصل إلى نتيجة، وكل الاتفاقات التي حصلت لم تُنفّذ. عندما أُبرِم اتفاق الدوحة وقبله، قيل ان السلاح لن يُستعمل في الداخل، لكنه استُعمٍل، والامر سيان بالنسبة للثلث المعطّل، حيث استخدمه الفريق الآخر لتعطيل البلد ومؤسساته ولم يحترم النصوص الدستورية. كما أنه لم يحترم شخصية كيانية لبنانية كالرئيس سعد الحريري، الذي دخل الى البيت الأبيض بصفته رئيسا للوزراء وخرج منه مجرّدا من لقبه. لم يكلفوا أنفسهم عناء انتظار خروجه من البيت الأبيض، وهذا ينمّ عن قلّة احترام للرئيس الحريري المشهود له باعتداله وتعاونه مع الجميع وحفاظه على البلد”.
ويضيف: “لا مانع من الحوار، لكن على ماذا سنتحاور؟ حول صفات الرئيس؟ لا لزوم لذلك لأنّها محددة في بيان اللجنة الخماسية يكفي أن نلبيها. ام حول كيفية ايصال رئيس يحمي المقاومة؟ لبنان رسّم حدوده البحرية وانتهى الأمر، واليوم أتى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين ويعمل على تثبيت الحدود البرية وتذليل العقبات حول النقاط الخلافية، ولم يعد من حاجة للمقاومة. بالطبع لن ننسى فلسطين لن ننساها ونشجع الشعب الفلسطيني على الصمود، لكن في الوقت الحاضر نحتاج لأن ننأى بأنفسنا وألا نكون صندوق بريد لايران. رسمنا الحدود وانتهينا وأصبح هناك نوع من التفاهم بين لبنان واسرائيل بطريقة ما والدليل الى ذلك التنقيب عن النفط، فلو لم يحصل اتفاق بين اسرائيل ولبنان، ولو لم يكن هناك فك اشتباك فلن تتجرأ اي شركة على البدء بالحفر”.
ويتابع: “لذلك، المطلوب من الرئيس بري أن يعطينا النقاط الأساسية التي سيدور حولها الحوار. إذا كنّا سنتحدث عن المقاومة فكلّنا مقاومون، والمطلوب أن نكون يدًا واحدة للدفاع عن وطننا وكيانه. أمّا للحوار حول المعادلة الثلاثية، الشعب والجيش والمقاومة، فهي لم تعد مقبولة، لدينا فقط الشعب والجيش، والسلاح يجب أن يكون محصوراً بيد الدولة والجيش فقط. نرحب بالحوار حول النأي بالنفس وبحث الاستراتيجية الدفاعية وانتخاب رئيس جمهورية اصلاحي سيادي يحافظ على الطائف والجيش المؤسسة الوحيدة لحماية الوطن والشعب”.
وبدل أن يُرهق الرئيس بري نفسه بسبعة أيّام، لِم لا ندخل مباشرة الى المجلس وننتخب رئيساً وهو بدوره يدعو عندها إلى حوار. وفي حال لم نصل إلى نتيجة ما الذي سيقوم به الرئيس بري عندها؟ هل يفتح أبواب المجلس لجلسات متتالية؟ كلها أسئلة تحتاج الى أجابات”.
ويختم الحشيمي: “لدينا فرصة للعمل على أنفسنا ومعالجة المرض الذي نعاني منه بطريقة مختلفة عن السابق. اعتقد أنّ هناك نقاطًا خلافية لها علاقة بكيان الدولة والاستراتيجية الدفاعية ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة، يمكن ان ننطلق منها لبدء حوار جدي. بالطبع هناك مسائل أخرى كاستقلالية القضاء والفساد في الادارات العامة وغيرها من الامور التي تحتاج الى إصلاح، تكون في عهدة المجلس النيابي الذي يطرحها ويقدم مشاريع قوانين لمعالجتها. لكن، الأهم الآن ان نعرف ما هو عنوان الحوار الذي يريده الفريق الآخر”.
أما النائب اشرف ريفي فيقول لـ”المركزية”: “لن ننفذ، لأن دستورنا واضح للأمانة ينص على ان رئيس الجمهورية ينتخب بالاقتراع السري، ونقطة عالسطر”.