في انتظار لودريان: لا ثالث بعد غير فرنجيّة وأزعور
ينتظر الاستحقاق الرئاسي ردود الكتل النيابيّة على الرسالة التي بعثها الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان، والتي ستسبق زيارته المنتظرة الى لبنان لتحريك عجلة الملف من جديد، بعد جمودٍ فرضه ثبات القوى السياسيّة على مواقفها من جهة، والعطلة الصيفيّة من جهةٍ أخرى.
يمكن القول إنّ تحريك الملف سيبدأ من جلسة 14 حزيران الماضي، التي تنافس فيها مرشّحان هما رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة والوزير السابق جهاد أزعور. لم يخرج أيٌّ منهما بعد من السباق الرئاسي. يرتبط قرار فرنجيّة بدعم الثنائي له، وهو، ما دام مؤمّناً، سيستمرّ بالترشّح. أمّا أزعور، الذي زار لبنان منذ أكثر من أسبوع وعقد لقاءات بعيدة عن الإعلام، فيعتمد على التقاطع المستمرّ عليه، والذي لم يسقط بعد، بالإضافة الى “بركةٍ بطريركيّة” ظهرت بوضوح بعد طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد جلسة انتخاب، خصوصاً أنّ التوافق المسيحي تحقّق على اسم أزعور، فلبّى حينها الرئيس نبيه بري الطلب.
وتقول أوساط بري إنّ الدعوة اليوم الى جلسة تتطلّب تغييراً في المشهد، وهو أمر غير وارد حاليّاً، خصوصاً أنّ التفاوض بين التيّار الوطني الحر وحزب الله لم يصل الى نتيجة، بل هو تحوّل الى محاولة كسب الوقت وقطع الطريق، من قبل باسيل، أمام وصول قائد الجيش.
وتشير المعلومات الى أنّ أزعور أراد، منذ البداية، ألا يكون ترشيحه تحدّياً لأحد، بل انطلق من توافقٍ سياسي الى جانب المطالبة، من أكثر من جهة، بـ “بروفيل” اقتصادي للرئيس في هذه المرحلة الدقيقة اقتصاديّاً التي تتطلّب عودة الثقة الخارجيّة بلبنان من جهة، ووضع خطّة نهوض تترافق مع إصلاحات يطالب بها المجتمع الدولي.
كذلك، تؤكّد مصادر نيابيّة أنّ ما يُحكى عن تغييرٍ في المشهد الانتخابي لجهة انتقال نوّابٍ أو كتل من ضفّة الى أخرى أمر غير دقيق، فالتوازنات ما تزال على حالها، ويبقى أزعور متفوّقاً حتى الآن، خصوصاً على الصعيد المسيحي، إلا أنّ أيّاً من المرشّحَين غير قادر على سلوك الطريق من قسم اليمين في المجلس النيابي الى قصر بعبدا من دون المرور بتسوية خارجيّة، خصوصاً أنّ ورقة تخلّي حزب الله عن فرنجيّة تحتاج الى شارٍ إقليمي أو دولي غير متوفّر حاليّاً.
وعليه، يبدو لبنان أمام فرصة لانتخاب رئيس في تشرين الأول المقبل، إن نفعت الحركة المرتقبة في النصف الثاني من أيلول. لكنّ الواقعيّة، كما المواقف الخارجيّة، تؤشّر الى أنّ الفراغ سيكون طويلاً. والى أن تجري الرياح بما تشتهيه سفن الباحثين عن مرشّح تسوية، ستبقى المواجهة محصورة بين سليمان فرنجيّة وجهاد أزعور. ولا يُستبعد أن يكون الرئيس أحدهما، إن أراد شاغلو التسوية ذلك.