قطاعٌ يتحدّى الأزمة… هذا الصّيف صيفُهم!
مهرجانٌ على مساحة الوطن. باختصار هكذا هو صيفُ لبنان 2023. حفلاتٌ فنيّة ومهرجاناتٌ وسهراتٌ “عمرانة”، وفنّانون من لبنان والعالم يُشعلون الأجواء في مُختلف المناطق ويُحقّقون أرقاماً قياسيّة!
المشهدُ الفنّي في لبنان لا يُشبهُ شيئاً من يوميّات وفصول الأزمة الاقتصاديّة، حتى بات هذا القطاع سفير “لبنان الحلو” في العالم والفضل بذلك يعود أوّلاً للشّعب اللبناني الذي لطالما وَجَد في الفنّ ملاذاً آمناً له في ظلّ زحمة التحدّيات التي تطبعُ أيّامه، وثانياً للفنّانين اللبنانيّين والعرب والأجانب الذين آمنوا بلبنان هذا الصّيف وبشعبه وحجزوا حفلات لهم رغم بعض التّحذيرات والأحداث الأمنيّة المُتفرّقة التي فَرَضَت نفسها، وحقّقواً أرباحاً كبيرة في بلدٍ يغرق في أسوأ أزمة عرفها في تاريخه، وثالثاً وأخيراً للشّركات المُنظِّمة التي عقدت آمالها على صيف لبنان، وأقنَعت فنّانين أجانب بالعودة إليه بعد سنوات طويلة من الغياب، وأبرمت عقوداً بمئات آلاف الدّولارات بالرغم من المخاطر، وأثبَتَت أنّها قادرة على تنظيم حفلات تُنافس بإنتاجها أشهر وأضخم المهرجانات التي تُقام حول العالم.
قطارُ المهرجانات حطَّ في مُختلف المناطق اللبنانيّة هذا الصّيف ومواعيدٌ عدّة لا تزال بانتظار اللبنانيّين والسيّاح، إلاّ أنّ الصّورة الأبرز تجلّت في بيروت التي عادت إليها الروح من جديد، فَبَعد أن شَهِدت العاصمة إعادة افتتاح عددٍ من الفنادق والملاهي الليليّة، أضاءت ليلاليها حفلات هي الأضخم هذا العام أعادت بيروت الى خارطة السياحة الفنيّة، والأهم هو قدوم عددٍ كبيرٍ من السيّاح هذا الصيف بهدف المُشاركة في هذه المهرجانات ولحضور حفلات فنّانيهم المُفضّلين، ما ساهم بإنعاش الحركة الفندقيّة والمطعميّة خصوصاً.
قد تكون السياحة خشبة خلاص لبنان، إلاّ أنّ قطاع الفنّ أثبتَ أنَه لا يزالُ بـألفِ خير، وأنه الأوكسيجين الذي كان ينقصنا لمدّنا بنفسٍ طويل قد نحتاجُ إليه في الأشهر المُقبلة.
شكراً للفنّانين الذين نشروا أجواء الفنّ والفرح في وقتٍ ينشرُ فيه الحكّام المآسي والكوارث، والذين أثبتوا أنّ هذا الصيف هو صيفُهم بامتياز، وكلمةُ الشكر الأهمّ للشّعب اللبناني صانع الأعجوبة الكبرى… أعجوبة “لبنان الحلو”.